تنطلق اليوم الأربعاء فعاليات الجولة الختامية من بطولة العالم للراليات (WRC)، “رالي السعودية 2025 بدعم من جميل لرياضة المحركات”، في محافظة جدة. ويُعد هذا الحدث استضافة تاريخية للمملكة العربية السعودية، التي تحتضن لأول مرة إحدى جولات هذه البطولة العالمية المرموقة، وذلك حتى 29 نوفمبر الجاري. تأتي هذه الاستضافة تحت إشراف وزارة الرياضة وتنظيم الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وتسويق شركة رياضة المحركات السعودية.
يشكل “رالي السعودية” تتويجًا لمسيرة حافلة من الاستثمارات الرياضية التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة. وتضم البطولة مشاركة 82 سائقًا وملاحًا من 25 دولة، يتنافسون على لقب البطولة في ثلاث فئات مختلفة. يمتد مسار الرالي عبر مناطق متنوعة شمال جدة، بطول إجمالي يبلغ 1218 كيلومترًا، 319 كيلومترًا منها مراحل خاصة مُحددة بالوقت.
أهمية استضافة رالي السعودية (WRC)
تأتي استضافة المملكة لـ “رالي السعودية” ضمن خطط طموحة لتنويع الأنشطة الرياضية وجذب الفعاليات العالمية الكبرى. وصرح الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل، وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، بأن هذه الخطوة تعكس الدعم غير المحدود الذي تحظى به الرياضة من القيادة الرشيدة، وتسهم في ترسيخ مكانة المملكة كوجهة رائدة في عالم الرياضات.
ويعزز هذا الحدث من مكانة المملكة كمركز عالمي لسباقات السيارات والدراجات النارية. بالإضافة إلى ذلك، يمثل فرصة قيمة للترويج السياحي للمملكة وتسليط الضوء على التراث الثقافي والطبيعة الخلابة للمنطقة.
تطور رياضة المحركات في المملكة
أكد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالله بن فيصل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية، أن استضافة هذه الجولة تعكس التطور الكبير الذي شهدته رياضة المحركات في المملكة. وقد شهدت السنوات الأخيرة استثمارات كبيرة في تطوير البنية التحتية وتنظيم سباقات محلية ودولية، مما ساهم في رفع مستوى الاحترافية لدى السائقين السعوديين.
يمثل مشاركة السائقين السعوديين حمزة باخشب وسعيد الموري في هذا الرالي خطوة مهمة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في رياضة المحركات على المستوى العالمي. وستتيح لهم هذه المشاركة اكتساب الخبرة والتعرف على أحدث التقنيات والتنافس مع نخبة السائقين العالميين.
منافسة شرسة في رالي السعودية
تشهد الجولة الختامية منافسة قوية بين أبرز سائقي العالم، بعد أن تصدر فريق تويوتا جازو للسباقات نتائج الجولة السابقة في اليابان. ويتنافس حاليًا البريطاني إلفين إيفانز، بطل العالم السابق الفرنسي سيباستيان أوجييه، والفنلندي كالي روفانبيرا على صدارة الترتيب العام.
يُتوقع أن يشهد الرالي إقبالًا جماهيريًا كبيرًا نظرًا لشهرة البطولة والمنافسة الشديدة بين السائقين. ويعتبر المسار المتنوع الذي يضم رمال الصحراء والجبال الوعرة تحديًا فنيًا كبيرًا يختبر مهارات السائقين وقدرات سياراتهم.
تمتد مسارات الرالي عبر مناطق خليص وعسفان وذهبان وأم الجرم والغولاء ووادي المطوي. ستوفر هذه المناطق تنوعًا في التضاريس، الأمر الذي يجعل بطولة العالم للراليات (WRC) تجربة فريدة من نوعها للمشاركين والمشاهدين على حد سواء. وبالنظر أيضاً إلى التحديات المناخية المتوقعة، سيحتاج المتسابقون إلى التكيف مع الظروف الحارة والجافة.
تعتبر هذه الاستضافة بمثابة دفعة قوية لقطاع السياحة الرياضية في المملكة، وتساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز النشاط الاقتصادي.
من المتوقع أن تشهد وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية تعاونًا وثيقًا لإنجاح فعاليات الرالي. وينطوي ذلك على توفير كافة الخدمات اللوجستية والأمنية اللازمة لضمان سلامة المشاركين والمشاهدين.
مع اختتام فعاليات رالي السعودية، سيتم تقييم التجربة ووضع خطط لتطويرها في الأعوام القادمة. تستهدف المملكة الاستمرار في استضافة فعاليات رياضية عالمية كبرى، مما يعزز مكانتها كوجهة رائدة في عالم الرياضة. وتعتبر متابعة أداء السائقين السعوديين في هذه البطولة، والتحضير لاستضافة نسخ مستقبلية من رالي السعودية، من الأمور التي يجب مراقبتها في الفترة القادمة.













