حذرت الجمعية الألمانية لأمراض الأوعية الدموية من خطورة إهمال أعراض جلطة الساق، مؤكدةً أنها قد تكون مؤشراً على مشكلة صحية أكبر تهدد الحياة. وتعتبر جلطات الأوردة العميقة من المشكلات الشائعة، خاصةً مع التقدم في العمر أو الجلوس لفترات طويلة، ولكن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات خطيرة مثل الانسداد الرئوي.
وتحدث جلطات الساق عندما يتكون جلطة دموية في أحد الأوردة العميقة في الساق، مما يعيق تدفق الدم. يمكن أن تتطور هذه الجلطات وتنتقل إلى الرئة، مما يسبب حالة تعرف بالانسداد الرئوي، وهي حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا فوريًا.
أعراض جلطة الساق التي يجب الانتباه إليها
وفقًا للجمعية الألمانية، تشمل العلامات التحذيرية الرئيسية لجلطة الساق تورمًا في الكاحل أو أسفل الساق أو الساق بأكملها، مصحوبًا بشعور بالضيق وعدم الراحة. قد يلاحظ المصاب أيضًا ألمًا في ربلة الساق يزداد سوءًا عند حمل الوزن أو المشي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تشمل الأعراض زيادة في حرارة الساق المتورمة، وازرقاق لون الجلد عند تدليها. من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض قد تختلف في شدتها من شخص لآخر، وقد لا تظهر جميعها في نفس الوقت.
الانسداد الرئوي: مضاعفات خطيرة تتطلب عناية فورية
أوضحت الجمعية أن أخطر مضاعفات جلطة الساق هو الانسداد الرئوي، والذي يحدث عندما تنتقل الجلطة إلى الرئة وتسد أحد الأوعية الدموية. يعد الانسداد الرئوي حالة تهدد الحياة وتتطلب علاجًا فوريًا.
وتشمل أعراض الانسداد الرئوي ضيقًا متزايدًا في التنفس، يزداد سوءًا تدريجيًا حتى أثناء الراحة. قد يعاني المريض أيضًا من ألم حاد في الصدر عند الاستنشاق، ودوار أو إغماء، وسعال مصحوب أحيانًا ببلغم دموي. كما يمكن أن تشمل الأعراض سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب وخفقان.
الوقاية من جلطات الساق: خطوات بسيطة لحماية صحتك
لحسن الحظ، هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية من جلطات الساق. توصي الجمعية الألمانية بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بما في ذلك تمارين الإطالة، لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا لتحسين الدورة الدموية.
بالإضافة إلى ذلك، من الضروري شرب كميات كافية من السوائل، بما لا يقل عن لترين يوميًا، للحفاظ على رطوبة الجسم ومنع تجلط الدم. كما أن ارتداء الجوارب الضاغطة يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الدم في الساقين، خاصةً أثناء السفر الطويل أو الجلوس لفترات طويلة. الإقلاع عن التدخين هو أيضًا إجراء وقائي مهم، حيث أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.
وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بتناول الأدوية المضادة للتخثر، والتي تُعرف أيضًا باسم مميعات الدم، للمساعدة في منع تكون الجلطات. تتوفر هذه الأدوية على شكل أقراص تؤخذ عن طريق الفم أو حقن.
عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بجلطة الساق، مثل التقدم في العمر، والسمنة، والتدخين، والحمل، واستخدام حبوب منع الحمل، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بجلطات الدم. كما أن بعض الحالات الطبية، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة.
تتوقع الجمعية الألمانية لأمراض الأوعية الدموية نشر تحديثات إضافية حول أحدث التطورات في تشخيص وعلاج جلطات الساق في الربع الأول من عام 2026. ويجب على الأفراد الذين يعانون من أي من الأعراض المذكورة أعلاه استشارة الطبيب على الفور لتقييم حالتهم وتلقي العلاج المناسب. تعتبر المتابعة الدورية مع الطبيب، خاصةً للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر، أمرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر عن أي مشكلات محتملة.













