قامت السلطات الصينية في مدينة زوهاي، جنوب البلاد، بإزالة أكاليل الزهور والشموع وزجاجات الكحول التي تم وضعها في موقع الهجوم الذي وقع يوم الإثنين، وأسفر عن مقتل 35 شخصًا وإصابة 43 آخرين.
وقع الهجوم عندما قام سائق غاضب من تسوية طلاقه، حسبما أفادت الشرطة، بدهس حشد من الناس في مركز رياضي بمدينة زوهاي التي يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة. أثار الحادث، الذي يعد الأكثر دموية في الصين خلال العقد الأخير، موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بسبب البطء في استجابة الحكومة للإعلان عن حصيلة القتلى.
بعد الهجوم، استمر العديد من السكان المحليين في إحضار الزهور إلى الموقع كعلامة على التضامن مع الضحايا، إلا أن قوات الأمن أزالت الأزهار بشكل فوري. وأفاد بائع زهور محلي بأن الطلب على الزهور كان مرتفعًا بشكل غير معتاد، حيث قام العديد من الناس بتوصيل الزهور إلى الموقع في وقت متأخر من الليل.
بعض الأكاليل التي تم التقاط صور لها، حملت رسائل مكتوبة بخط اليد مثل “الغرباء يسافرون بخير. نتمنى أن لا يكون هناك شياطين في السماء”، مما يعكس شعور الحزن والاحتجاج من قبل المواطنين تجاه الحادثة.
وقع الهجوم في وقت حرج، حيث كانت زوهاي تحت الأضواء خلال معرض الصين للطيران، الذي يعرض إنجازات البلاد في مجالي الطيران المدني والعسكري. على الرغم من عدم وجود أي دليل على ارتباط الحدثين، فإن العديد من الصينيين استخدموا الحدث الكبير في محاولة للفت الأنظار إلى ما يعتبرونه تقاعسًا حكوميًا في التعامل مع الحادث.
ووفقًا للمصادر الرسمية، كانت الحكومة الصينية حريصة على الحد من انتشار الأخبار المتعلقة بالهجوم. لم تذكر وسائل الإعلام الحكومية مثل قناة “CCTV” الهجوم في نشراتها الرئيسية، بل خصصت التغطية لأخبار سفر الرئيس شي جين بينغ إلى قمة “أبيك” في بيرو.
كما تم حذف منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتعلق بالحادث من قبل السلطات، بما في ذلك هاشتاغات تشير إلى حصيلة القتلى.
وقالت روز لوكييو، الباحثة في رقابة الإعلام في الصين، إن هذا النوع من الرقابة يعتبر أمرًا شائعًا في الحوادث ذات الأعداد الكبيرة من الضحايا، حيث تسعى السلطات إلى السيطرة على السرد وتقليل الذعر العام.
وفي حين أن الحادث لم يتضمن ضحايا أجانب، إلا أن السفارة اليابانية في بكين أصدرت تحذيرًا للمواطنين اليابانيين المقيمين في الصين بضرورة توخي الحذر وعدم التحدث باللغة اليابانية في الأماكن العامة أو الخروج في ساعات الليل.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم في زوهاي ليس الأول من نوعه في المعرض ذاته؛ فقد وقع حادث مماثل في 2008 عندما قاد رجل شاحنة إلى ساحة مدرسة خلال المعرض، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 20 آخرين.