تقدمت الممثلة الكندية كلير بروسو بطلب قانوني مثير للجدل للاستفادة من برنامج المساعدة الطبية على إنهاء الحياة (MAiD) في كندا، مما أثار نقاشًا واسعًا حول المساعدة على الموت للأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية مزمنة. تسعى بروسو، البالغة من العمر 48 عامًا، إلى إنهاء حياتها بسبب معاناتها الطويلة مع اضطرابات نفسية متعددة، في خطوة تتحدى القيود الحالية للبرنامج.
النزاع القانوني حول المساعدة على الموت في كندا
يواجه طلب بروسو عقبة قانونية رئيسية، حيث أن برنامج MAiD الحالي يركز بشكل أساسي على المرضى الذين يعانون من أمراض جسدية غير قابلة للشفاء. تعتبر الأمراض النفسية، على الرغم من شدتها، غير مشمولة بشكل كامل في البرنامج، مما دفع بروسو إلى رفع دعوى قضائية للمطالبة بالمساواة في الحقوق. تأتي هذه الدعوى في وقت تشهد فيه كندا جدلاً متصاعدًا حول توسيع نطاق الوصول إلى المساعدة الطبية على إنهاء الحياة.
تأخير تعديل القوانين
وفقًا لتقارير إعلامية، فقد تأخر تعديل القوانين المتعلقة بتضمين المرضى النفسيين في برنامج MAiD عدة مرات. كان من المتوقع أن يدخل التعديل حيز التنفيذ في عام 2027، لكن هذا الموعد لا يزال غير مؤكد. يواجه البرلمان الكندي ضغوطًا متزايدة من مختلف الجهات لإعادة النظر في هذه المسألة.
معاناة كلير بروسو مع الصحة النفسية
بدأت معاناة بروسو مع الصحة النفسية في سن مبكرة، حيث تم تشخيصها باضطراب الهوس الاكتئابي في سن 14 عامًا. تفاقمت حالتها مع مرور الوقت، لتشمل اضطرابات القلق، والأفكار الانتحارية المزمنة، واضطرابات الأكل، واضطراب الشخصية، بالإضافة إلى اضطراب ما بعد الصدمة. خضعت بروسو لعشرات جلسات العلاج المختلفة، بما في ذلك الأدوية النفسية والعلاج السلوكي والعلاج بالفن والموسيقى، لكنها لم تتمكن من تحقيق استقرار دائم.
وصفت الممثلة الكندية الصعوبات اليومية التي تواجهها في التعايش مع هذه الحالات، مؤكدة أنها حاولت الانتحار عدة مرات. أشارت إلى أن الألم النفسي الذي تعانيه لا يهدأ حتى تحت الرعاية الطبية المكثفة. تعتبر بروسو أن برنامج MAiD هو الخيار الوحيد المتبقي لها لإنهاء معاناتها.
المسيرة الفنية والاضطرابات النفسية
على الرغم من موهبتها الفنية ودراستها للمسرح في كليات مرموقة، لم تتمكن بروسو من التغلب على تأثير اضطراباتها النفسية على حياتها المهنية والشخصية. ذكرت أنها كانت تعاني من انهيارات متكررة، حتى خلال فترات النجاح المهني، وكانت تعود إلى غرفتها في الفنادق وهي تبكي وتشعر باليأس بعد أيام تصوير ممتعة. هذا التناقض بين النجاح الظاهري والمعاناة الداخلية يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الفنانون الذين يعانون من الصحة العقلية.
تداعيات قضية بروسو على برنامج MAiD
تثير قضية كلير بروسو تساؤلات مهمة حول معايير الأهلية لبرنامج MAiD. يرى البعض أن حرمان المرضى النفسيين من الوصول إلى هذا البرنامج هو تمييز غير عادل، بينما يخشى آخرون من أن توسيع نطاق البرنامج قد يؤدي إلى إساءة الاستخدام. تعتبر هذه القضية اختبارًا حقيقيًا للقيم الكندية المتعلقة بالاستقلالية وحق الفرد في تقرير مصيره. كما أنها تثير نقاشًا أوسع حول الرعاية الصحية النفسية في كندا والحاجة إلى تحسين الوصول إلى خدمات الدعم.
من المتوقع أن تصدر المحكمة الكندية حكمها في هذه القضية في الأشهر المقبلة. سيكون لهذا الحكم تأثير كبير على مستقبل برنامج MAiD وعلى حقوق المرضى النفسيين في كندا. يجب مراقبة التطورات القانونية والسياسية المتعلقة بهذه القضية عن كثب، حيث أنها قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسات المتعلقة بالمساعدة الطبية على إنهاء الحياة.













