ساهمت الخطة الشاملة لتطوير منطقة حتا التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2016 في تحويل منطقة حتا إلى وجهة سياحية متكاملة، تمتلك مرافق متطورة ومشاريع فريدة من نوعها توفر تجربة مثالية لعشاق الاسترخاء والاستجمام والساعين وراء مغامرات مشوقة تناسب مختلف الأعمار.
وحملت النهضة الكبيرة التي شهدتها حتا فرصاً عدة لأهالي المنطقة لإطلاق مشاريع مبتكرة تساهم في استقطاب السياح وتوفير خيارات متنوعة لهم، ويأتي في صدارتها حديقة النحل التي تحولت خلال فترة بسيطة إلى وجهة مفضلة لدى الزوار بشكل عام، وزوار مهرجان «شتانا في حتا» بشكل خاص، الذين حرصوا على قضاء ساعات من المتعة والمعرفة وهم يتنقلون بين صناديق النحل ليتعرفوا على عجائب وأسرار النحل وأنظمة عمله الدقيقة.
وتعد حديقة النحل الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، وتزيد مساحتها على 16 ألف متر، وتنفرد بموقعها الذي يقع بين الجبال والمزارع، وهي موطن طبيعي لأكثر من 100 ألف نحلة و3000 خلية على امتداد مساحة الحديقة، وتعد الحديقة خلية عمل لاكتشاف الطبيعة وموقعاً تعليمياً وترفيهياً يدعم السياحة البيئية، ويركز على مسألة الأمن الغذائي واستدامة قطاع النحل في الدولة، وتتضمن معهداً لتدريب النحالين المحترفين والهواة لتعريفهم بفنون تربية نحل العسل.
وتتيح الحديقة لزوارها فرصة التعرف إلى كل ما يتعلق بتربية النحل، ودور النحل وأهميته في التوازن البيئي وكيفية جمع العسل، وأهم الأشجار الإماراتية المنتجة للعسل كالسدر أو السمر والغاف، كما تتيح الحديقة لزوارها فرصة ومشاهدة خلايا النحل عن قرب ونظام العمل فيها بشرط ارتداء الملابس المخصصة.
وتضم الحديقة أول محطة لتربية ملكات النحل، ومركز التداوي، وتعرف زوارها باستدامة قطاع نحل العسل المحلي من خلال تطبيق الحلول المبتكرة له بما يضمن تعزيز قدرته وكفاءته الإنتاجية، وبما يساهم في تحقيق أمن واستدامة الغذاء وضمان استمرارية سلاسل توريد الغذاء للسوق المحلي، كما تعرف الزوار بصناعة العسل وجودته وعلاقته بأهل الإمارات ومنطقة الخليج، وآلية استخدام جذوع أشجار النخيل المجوفة كخلايا للنحل.
أحدث الأجهزة
وتعد الحديقة أول محطة رسمية لإنتاج نحلة «الساسكاتراز» خارج أمريكا وكندا، تلك السلالة من أحدث سلالات العالم، تم تطويرها وإنتاجها في مقاطعة ساسكاتشيوان في كندا، وهي سلالة نحل عبارة عن مزيج مهجن من سلالتي ليجستيكا وكارنيكا تم تعديلها وراثياً، ومنها أخذت الاسم، إضافة إلى سلالات محلية أخرى.
وتمكن الحديقة زوارها من التعرف على الأجهزة المستخدمة وبرامج تعقب الخلايا عن بُعد، والتي تتيح للعاملين الاطلاع على درجتي الحرارة والرطوبة داخل خلية النحل، كما تتيح الاطلاع على التغير الناجم عن وزن خلية النحل، وتمكن كذلك من رؤية وإبصار النحل عند دخوله إلى الخلية وخروجه منها، وذلك من خلال كاميرات موجودة في مركز عمليات الحديقة أو من خلال الهواتف النقالة.
وتساهم الحديقة في رفع وعي الزوار من مختلف الجنسيات، ونشر ثقافة الإنتاجية، وربط الناس بالنحلة، والتعريف بدورها في مجال السياحة البيئية، ومساهمتها في الاستدامة وتنمية القطاع الزراعي.