لا تجد العائلات في قطر صعوبة في اصطحاب أفرادها، صغارًا وكبارًا، إلى الملاعب العالمية لمتابعة مباريات كأس العرب، مما يعكس أجواءً عائلية آمنة ومريحة. يشهد تنظيم البطولة إقبالاً كبيرًا من العائلات من مختلف الجنسيات، مما يجعلها تجربة اجتماعية فريدة تعزز من حب كرة القدم والانتماء. هذا الإقبال يعكس مدى الأهمية التي توليها قطر لتوفير بيئة آمنة وممتعة لجميع الزوار والمشجعين.
ومهما اختلفت الخلفيات، يبقى المشهد واحدًا: أسر كاملة تصنع لوحة إنسانية تعبر عن الفرح والانتماء. تزداد الملاعب جمالًا بامتلاء المدرجات بالعائلات، حيث تتحول إلى فضاء نابض بالحياة، تتجاور فيه الأعلام والضحكات وذكريات الأجيال. هذا المشهد يعكس نجاح قطر في استضافة حدث رياضي عالمي يجمع بين الثقافات المختلفة.
الأمن.. الدافع الأكبر وراء حضور العائلات
يعتبر الأمن أحد أهم العوامل التي تشجع العائلات على حضور مباريات كأس العرب. محمد أحمد حسن عبد الله، وهو رب أسرة سودانية مقيمة في قطر منذ عام 2020، أعرب عن شعوره بالامتنان للأمن والأمان الذي تتمتع به دولة قطر. وأضاف: “ربنا يديم الأمن والأمان على دولة قطر، ويحفظ كل الشعوب العربية”.
ويؤكد محمد أن النظام والتنظيم في قطر ممتازان، وأن الدخول إلى الملاعب يتم بسهولة ويسر. هذا الشعور بالأمان يتيح للعائلات الاستمتاع بالمباريات دون قلق أو خوف.
تنظيم محكم واهتمام دقيق بالتفاصيل
لا يقتصر الاهتمام على توفير الأمن، بل يمتد ليشمل التنظيم المحكم والاهتمام الدقيق بالتفاصيل. الحاجة نونة، القادمة من الأوراس في الجزائر، أشادت بالاحترام الكبير الذي تظهره قطر للعائلات داخل الملاعب وخارجها. وأشادت بالأجواء الهادئة والتنظيم الجيد في الأماكن العامة.
وتضيف سوزان، وهي ربة بيت سودانية، أن قطر دائمًا ما تتحفنا بالأمن والسلامة، وأنها تشعر بالراحة النفسية التامة أثناء تواجدها في قطر. كما أشادت بتوفر المواقف وسهولة الحصول على التذاكر إلكترونيًا.
وتشير سوزان إلى أن الأطفال لا يخافون من الضياع، حيث يتم تزويدهم بأساور معصم تحمل أرقام هواتف أولياء الأمور. هذه التفاصيل الصغيرة تعكس مدى اهتمام قطر بضمان سلامة وراحة جميع الزوار.
رعاية خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات
لا يقتصر الاهتمام على العائلات الشابة، بل يمتد ليشمل كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة. فور وصولهم إلى محيط الملعب، يتم توفير سيارات نقل صغيرة لنقلهم إلى بوابات الدخول. بالإضافة إلى ذلك، يتوفر عدد كبير من سيارات الإسعاف والكوادر الطبية في مختلف أرجاء الملعب، مع توفير الماء وخدمات الإسعاف الأولي.
هذه الخدمات والتسهيلات تعكس التزام قطر بتوفير تجربة شاملة ومريحة لجميع فئات المجتمع. هذا الاهتمام يساهم في جعل الملاعب فضاءً مفتوحًا للعائلات ومكانًا يحتفي بالجمهور.
وتشير التقارير إلى أن عدد الحضور العائلي في مباريات كأس العرب قد تجاوز التوقعات، مما يعكس نجاح قطر في جذب العائلات وتوفير بيئة آمنة وممتعة لهم. هذا النجاح يعزز من مكانة قطر كوجهة رياضية عالمية.
تستمر فعاليات كأس العرب حتى 18 ديسمبر، ومن المتوقع أن تشهد المباريات القادمة إقبالاً مماثلاً من العائلات. من المنتظر أن يتم تقييم تجربة الاستضافة بعد انتهاء البطولة، بهدف تحسين الخدمات والتسهيلات المقدمة للزوار في المستقبل. ويبقى الأمن والاستقرار هما الركيزتان الأساسيتان لنجاح أي حدث رياضي كبير في قطر.













