كشفت دراسة أميركية حديثة أن اتباع نظام الكيتو الغذائي بشكل مستمر ودون أخذ فترات راحة، قد يؤدي إلى تعجيل شيخوخة الخلايا.
وأجرى الدراسة باحثون في مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس في سان أنطونيو في الولايات الأميركية المتحدة، وأجريت على الفئران، ونُشرت في مايو/أيار الجاري بمجلة “ساينس أدفانس” (Science Advances) وكتب عنها موقع “يوريك ألرت” (EurekAlert).
أظهرت الدراسة أن الالتزام بحمية الكيتو الغذائية لفترة طويلة قد يؤدي إلى شيخوخة الخلايا في الأنسجة الطبيعية، وقد يؤثر سلبا على وظائف القلب والكلى بشكل خاص. ومع ذلك، فإن اتباع هذه الحمية بشكل متقطع، مع فترات من الراحة، لم ينتج عنه أي التهابات مرتبطة بشيخوخة الخلايا بعكس الاستمرار عليه.
تشير هذه النتائج إلى آثار سريرية مهمة، تؤكد الفوائد الإيجابية لحمية الكيتو الغذائية، ولكن يجب تعزيزها من خلال تضمين فترات راحة مخطط لها لتحقيق أقصى فائدة.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة ديفيد جيوس -وهو مساعد عميد الأبحاث وأستاذ علاج الأورام بالإشعاع في مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس في سان أنطونيو- “لنضع في الاعتبار، أن 13 مليون أميركي يستخدم حمية الكيتو الغذائية، ونحن نقول إنك بحاجة إلى أخذ فترات راحة من هذه الحمية الغذائية وإلا قد تكون هناك عواقب طويلة المدى”
وحمية الكيتو هي نظام غذائي غني بالدهون ومنخفض الكربوهيدرات، مما يحفز الجسم على إنتاج الكيتونات، وهي مواد كيميائية ينتجها الكبد عند تكسير الدهون، والتي تستخدم لاحقا مصدرا بديلا للطاقة. وعلى الرغم من أن هذه الحمية الغذائية مفيدة في بعض الحالات الصحية وتحظى بشعبية كبيرة لفقدان الوزن، فإنه تم الإبلاغ عن عدة التهابات مرتبطة باتباعها.
يضيف جيوس “بما أن الشيخوخة الخلوية سبب رئيسي في أمراض الأعضاء، فإن نتائج هذه الدراسة لها آثار سريرية مهمة لفهم استخدام النظام الغذائي الكيتوني، كما هو الحال مع الأنظمة الغذائية الأخرى، فأنت تحتاج إلى أخذ استراحة من الكيتو”.
إيجابيات وسلبيات أخرى لحمية الكيتو الغذائية
يستحسن دائما مناقشة اتباع أي حمية غذائية مع اختصاصي تغذية أو طبيب مختص في التغذية ذلك، لأنه قد تكون هناك العديد من المحاذير اللازمة لاتباع حمية ما، فمثلا هناك أشخاص يجب أن يمنعوا عن اتباع حمية الكيتو الغذائية تماما، وفقا لموقع مايو كلينك، مثل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الأكل، أو أمراض البنكرياس، أو أمراض الكبد، أو أمراض الكلى، أو مشاكل الغدة الدرقية، أو أمراض المرارة، أو أولئك الذين تمت إزالة المرارة لديهم، وأي شخص يعاني من اضطراب سوء امتصاص الدهون.
بالمقابل تشير بعض الدراسات الأولية إلى فائدة محتملة قصيرة المدى للأفراد الذين يعانون من اضطرابات عصبية، وزيادة الوزن، والسمنة، واضطرابات التمثيل الغذائي، ومرض السكري، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل تقديم توصية عامة.
إليك بعض الإيجابيات والسلبيات العامة لاتباع حمية الكيتو الغذائية:
الإيجابيات
- احتمال فقدان الوزن على المدى القصير.
- زيادة الشبع.
- تخفيف الشعور بالجوع بين الوجبات.
- عادة ما تشجع طبيعة حمية الكيتو الغذائية على تناول المزيد من الوجبات المطبوخة في المنزل
السلبيات
- قد يأتي فقدان الوزن السريع في بداية اتباع حمية الكيتو من “فقدان الماء” وهذا لا يكون مؤشرا حقيقيا على فقدان الوزن.
- الإصابة بـ”إنفلونزا الكيتو” وهي حالة يعاني فيها الشخص من أعراض تشبه الإنفلونزا مثل الصداع أو التعب أو أعراض أخرى تشبه أعراض الأنفلونزا أثناء انتقال الجسم إلى الحالة الكيتونية.
- زيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى وأمراض الكبد ونقص المغذيات.
- نقص الألياف قد يؤدي إلى الإمساك.
- هناك مخاوف بشأن النتائج طويلة الأمد للأنظمة الغذائية عالية الدهون على صحة القلب والأوعية الدموية.
- من الصعب الحفاظ على نظام غذائي صارم، مما قد يؤدي إلى استعادة الوزن في أغلب الأحيان.