يشهد السودان تصعيدًا عسكريًا متزايدًا، حيث سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان. هذا التطور يمثل نقطة تحول في الصراع الدائر، ويعيد تقييم موازين القوى بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتأتي هذه السيطرة في ظل استمرار المعارك العنيفة وتدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق مختلفة من البلاد، مما يزيد من تعقيد الأزمة السودانية.
تطورات الصراع في السودان وسيطرة الدعم السريع على بابنوسة
أعلنت قوات الدعم السريع مساء الاثنين سيطرتها الكاملة على مدينة بابنوسة والفرقة الـ22 التابعة للجيش السوداني. لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من القوات المسلحة السودانية يؤكد أو ينفي هذا الإعلان. تعتبر بابنوسة مدينة استراتيجية تقع في قلب ولاية غرب كردفان، وتسيطر عليها الآن قوات الدعم السريع بشكل كامل.
الأهمية الاستراتيجية لمدينة بابنوسة
وفقًا للتحليلات العسكرية، تمنح سيطرة الدعم السريع على بابنوسة القدرة على التحرك شمالًا وجنوبًا في إقليم كردفان. تُعد المدينة عقدة مواصلات حيوية، مما يسهل عمليات الإمداد والتعزيز للقوات. يقول الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن هذا التقدم يعزز من إمكانات الدعم السريع في المنطقة.
يشمل إقليم كردفان ثلاث ولايات: شمال كردفان (الابيض)، جنوب كردفان (كادقلي)، وغرب كردفان (الفولة). سيطرة الدعم السريع على بابنوسة تعني تقريبًا سيطرتهم على منطقة غرب كردفان بأكملها، مما يمثل تحديًا كبيرًا للجيش السوداني.
ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الجيش السوداني بدأ في تعزيز قواته بهدف فك الحصار عن بابنوسة. يتحرك الجيش من منطقة الخوي باتجاه النهود، في مسافة طويلة تقدر بـ175 كيلومترًا. هذه العملية تمثل سباقًا حقيقيًا مع قوات الدعم السريع للسيطرة على الأرض.
أكد العقيد الفلاحي أن تأخر الجيش في الوصول إلى المناطق المحاصرة ساهم في سقوطها، على غرار ما حدث في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. هذا يسلط الضوء على أهمية سرعة الاستجابة والقدرة على المناورة في ظل الظروف الحالية.
المحاور الرئيسية المحتملة للمعارك القادمة
يتوقع خبراء عسكريون أن تشهد المعارك تصعيدًا في ثلاثة محاور رئيسية. يشمل ذلك شمال كردفان، ومنطقة الأبيض، والمناطق المحيطة بها مثل جبرة الشيخ، وسيالة، وبارا. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يستمر التنافس على المناطق الجنوبية، حيث حقق الجيش السوداني بعض التقدم.
يركز الجيش السوداني على تعزيز تقدمه في الجنوب، مستفيدًا من سيطرته على مناطق مختلفة. يعتقد المراقبون أن نجاح الجيش في حشد القوات واستخدام الطائرات المقاتلة والمسيّرة والآليات المدرعة سيكون حاسمًا في استعادة المبادرة.
منذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان صراعًا عسكريًا مريرًا بين الجيش وقوات الدعم السريع. أسفر هذا الصراع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد ما يقرب من 13 مليون شخص، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة. تتأثر البنية التحتية في البلاد بشدة، وتعاني الخدمات الأساسية من نقص حاد.
تتزايد المخاوف الدولية بشأن الوضع في السودان، وتدعو الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، يبدو أن كلا الطرفين مصممين على مواصلة القتال لتحقيق أهدافهما.
من المتوقع أن يستمر الصراع في السودان خلال الفترة القادمة، مع احتمال تصاعده إلى مستويات أعلى. سيكون من الضروري مراقبة تطورات الوضع على الأرض، وخاصةً التقدم الذي يحرزه الجيش في فك الحصار عن بابنوسة، والتحركات المحتملة لقوات الدعم السريع في المناطق المحيطة. كما يجب متابعة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تواجه هذه الجهود.
الكلمات المفتاحية: السودان، الصراع في السودان، قوات الدعم السريع، الجيش السوداني، بابنوسة، غرب كردفان، الأزمة السودانية، الوضع العسكري في السودان.













