اختتمت كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا مؤخرًا فعاليات المؤتمر والملتقى الدولي الثاني للتكنولوجيات المساندة لذوي الإعاقة (ATSN 2025)، وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية. وقد شهد المؤتمر، الذي عقد بالتزامن مع المؤتمر الدولي العاشر لتكنولوجيات المعلومات والاتصال وإمكانية النفاذ الرقمي (ICTA 2025)، مشاركة واسعة من الباحثين والخبراء والمهتمين بمجال التكنولوجيات المساندة، بهدف تعزيز الابتكار وتطوير حلول تكنولوجية تساهم في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
عقد المؤتمر برعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة، والأمم المتحدة، ومنظمة اليونسكو، وبدعم من الديوان الوطني لحقوق الإنسان، وشركات STC وبنك الكويت الدولي. وقد استضاف المؤتمر مجموعة متنوعة من ورش العمل والجلسات التعريفية والتقنية، بالإضافة إلى مسابقة للملصقات العلمية وجائزة لأفضل ورقة بحثية.
أهمية التكنولوجيات المساندة في تحقيق الشمولية
تأتي أهمية هذا المؤتمر في سياق الجهود المتزايدة عالميًا لضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من المشاركة الفعالة في جميع جوانب الحياة. وتعتبر التكنولوجيات المساندة، والتي تشمل الأجهزة والبرامج والتطبيقات المصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم، أداة حيوية لتحقيق هذا الهدف. فقد أظهرت الدراسات أن استخدام هذه التقنيات يمكن أن يحسن بشكل كبير من استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة، وفرصهم التعليمية والوظيفية، وجودة حياتهم بشكل عام.
شراكات دولية ومحلية لتعزيز البحث والتطوير
تميز المؤتمر هذا العام بتعاون واسع النطاق مع مؤسسات أكاديمية وبحثية مرموقة، مثل مختبر البحوث في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهندسة الكهربائية بجامعة تونس (Latice Lab)، ومنظمة IEEE – فرع الكويت، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، وجامعة الكويت، وW3C فرع الخليج العربي. كما شاركت العديد من الجمعيات والمؤسسات الكويتية المعنية بذوي الإعاقة في فعاليات المؤتمر، مما يعكس التزامًا وطنيًا قويًا بدعم هذه الفئة.
مبادرات جديدة لدعم ريادة الأعمال والابتكار
خلال المؤتمر، تم الإعلان عن عدد من المبادرات الهامة التي تهدف إلى دعم ريادة الأعمال والابتكار في مجال التكنولوجيات المساعدة. ومن بين هذه المبادرات، إطلاق مشروع حاضنة للمشاريع المتعلقة بهذه التقنيات، وإنشاء مختبر دولي بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وجامعة بكين. كما تم الإعلان عن إطلاق مسابقة وجائزة الكويت للمشاريع المساهمة في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى جائزة عربية مماثلة.
بالإضافة إلى ذلك، تم التوقيع على مذكرة تعاون بين كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا والجمعية الكويتية لرعاية المعوقين، بهدف تنسيق الجهود لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة. وتشمل هذه الجهود تنظيم دورات تدريبية للمعلمين والمدرسين في المدارس التي تخدم هذه الفئة، وذلك لرفع مستوى الكفاءات التعليمية.
التركيز على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
ركز المؤتمر بشكل خاص على الاستخدام الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تطوير حلول تكنولوجية للأشخاص ذوي الإعاقة. وقد استعرض المشاركون العديد من التطبيقات الواعدة لهذه التقنيات، مثل برمجيات التعرف على الكلام، وأنظمة الترجمة الآلية للغة الإشارة، والأجهزة الذكية التي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية على التحكم في بيئتهم. كما ناقشوا التحديات المرتبطة بتطوير هذه التقنيات، مثل ضمان الخصوصية والأمان، وتجنب التحيز والتمييز.
أشار البروفيسور خالد البقاعين، رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا، إلى أن المؤتمر يعكس مستوى متقدمًا من التكامل بين البحث العلمي والتطوير التقني، ويجسد تحولًا حقيقيًا نحو ابتكار حلول أكثر ذكاءً وفاعلية. وأضاف أن الحضور البحثي كان نوعيًا هذا العام، حيث قدم نماذج رائدة في الأنظمة الذكية وتقنيات النفاذ الرقمي.
من جانبه، أكد البروفيسور محمد الجمني، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الألكسو، على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية والإقليمية في هذا المجال. وأوضح أن المؤتمر شكل منصة علمية ثرية لتبادل المعرفة وصياغة توجهات جديدة للتقنيات المساندة.
وشدد البروفيسور عماد الجبري، رئيس مخبر البحث في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهندسة الكهربائية بتونس، على أهمية مواصلة هذا النهج التعاوني، مشيرًا إلى أن الجهود المشتركة ستظل حجر الأساس لبناء مستقبل أكثر شمولاً وإنصافًا.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل مسابقة وجائزة الكويت للمشاريع المساهمة في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة خلال العام الحالي، على أن يتم تقديم الجوائز في المؤتمر والملتقى الدولي الثالث الذي سيعقد في الكويت في ديسمبر القادم. ويراقب المهتمون عن كثب التقدم المحرز في تطوير حاضنة المشاريع والمختبر الدولي، وما يمكن أن تسهم به هذه المبادرات في دفع عجلة الابتكار في مجال التقنيات المساعدة.













