شهد الأسبوع المنتهي أمس الأول الأربعاء سحب المستثمرين أكبر قدر من الأموال من صناديق الاستثمار في الأوراق المالية الأوروبية خلال الشهور الـ4 الماضية، وذلك قبل الانتخابات العامة الفرنسية المقررة بعد غد الأحد.
ووصل إجمالي الأموال التي تم سحبها من أسواق المال الأوروبية خلال الأسبوع المنتهي الأربعاء إلى 2.1 مليار دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 14 أسبوعا، بحسب تقديرات بنك أوف أميركا.
مخاطر سياسية
وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أنه في حين استقر المؤشر الرئيسي للأسهم الأوروبية خلال الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء، يؤكد خروج الأموال من الأسواق هشاشة ثقة المستثمرين الذي يشعرون بالقلق من المخاطر السياسية في أوروبا.
وفاجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسواق يوم 9 يونيو/حزيران الحالي بالدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد المكاسب التي حققتها أحزاب اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة.
ومنذ هذه الدعوة، فقدت سوق الأسهم الفرنسية حوالي 200 مليار دولار من قيمتها.
ومن بين أكبر مخاوف المستثمرين، الخوف من تبني حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يتفوق في استطلاعات الرأي سياسات مالية أشد مرونة في حال فوزه بالأغلبية في الانتخابات.
سوق الأسهم الفرنسية حوالي 200 مليار دولار من قيمتها منذ إعلان ماكرون عن إجراء انتخابات مبكرة
ويقول محللو بنك سيتي غروب إن السوق الفرنسية قد تفقد 20% من قيمتها في أسوأ السيناريوهات وفقا لنتائج الانتخابات.
وتراجع مؤشر كاك 40 الرئيسي لبورصة باريس للأوراق المالية بنسبة 8.8% خلال الربع الثاني من العام الحالي، ليتجه نحو تسجيل أسوأ أداء ربع سنوي مقارنة بمؤشر يورو ستوكس 50 الرئيسي للأسهم الأوروبية منذ قيام منطقة العملة الأوروبية الموحدة في 1999.
يذكر أن تصويت الناخبين الفرنسيين يوم الأحد المقبل يسبق الجولة النهائية للانتخابات في يوليو/تموز المقبل.
سهم أير فرانس يهبط إلى مستوى قياسي
في الأثناء تراجع سعر سهم شركة الطيران الفرنسية الهولندية أير فرانس-كيه.إل.إم إلى أقل مستوى له منذ طرحها في البورصة قبل ربع قرن، في الوقت الذي قال فيه المحللون في بنك باركليز البريطاني إنهم يتوقعون اضطرابا في سوق المال الفرنسية مما سيضر بمكاسب شركة الطيران.
وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أن سهم أير فرانس-كيه.إل.إم تراجع بنسبة 7% خلال تعاملات اليوم في بورصة باريس للأوراق المالية، قبل أن تقلص من خسائرها.
وقال محللو البنك البريطاني في تقرير لهم إن “الاستقطاب السياسي في فرنسا يهدد باضطراب ثقة الشركات والمستهلكين ويزيد احتمال الاضطراب الاجتماعي وهو ما يمكن أن يهدد اضطراب إيرادات فرع فرنسا من أير فرانس”.
وأضافوا أن علاقات الشركة مع النقابات العمالية يمكن أن تضطرب بسبب الانتخابات المبكرة التي دعا إليها ماكرون.
وجاء تراجع سهم أير فرانس اليوم ليرفع إجمالي التراجع منذ بداية الشهر الحالي إلى 22% وهو أكبر هبوط شهري له منذ أن أطلقت الشركة جولة جمع تمويلات من المستثمرين قبل عامين للمساعدة في سداد المساعدات الحكومية التي حصلت عليها أثناء جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتمتلك الحكومة الفرنسية 28% من أسهم شركة الطيران وتشغل مقعدين في مجلس إدارتها مما يجعل نتيجة الانتخابات مهمة بالنسبة لها أكثر من غيرها من الشركات.