يمثل تتبع المحتوى المحلي تحديا رئيسيا للعديد من المنشآت، خصوصا تلك التي تتعامل مع عدد كبير من الموردين أو تعتمد على عمليات تشغيل متشعبة. ومع توسع جهود الدولة في تعزيز المحتوى المحلي، أصبحت الشركات بحاجة إلى أنظمة مالية دقيقة وموثوقة تساعدها في قياس نسب الاعتماد على المنتجات والخدمات الوطنية بشكل مستمر. وهنا يبرز الدور المحوري للأنظمة المحاسبية الحديثة في دعم عملية التتبع وتحسين نسب المحتوى المحلي داخل المنشأة.
ما دور الأنظمة المحاسبية في قياس المحتوى المحلي؟
١. تسجيل بيانات المشتريات بشكل تفصيلي
تساعد الأنظمة المحاسبية على توثيق جميع المشتريات، مع إمكانية تصنيفها إلى مشتريات محلية ومستورد من الخارج. ويعد هذا التصنيف حجر الأساس في احتساب نسبة المحتوى المحلي بدقة، إذ يوفر بيانات واضحة حول حجم الإنفاق على المنتجات الوطنية.
٢. متابعة الموردين وتحديد مدى التزامهم بالمعايير المحلية
توفر الأنظمة المحاسبية سجلات دقيقة عن الموردين، مما يساعد المنشأة على معرفة أي الموردين يوفر منتجات محلية وأيهم يعتمد على استيراد المكونات. وهذا يمكن الشركات من اتخاذ قرارات أفضل في اختيار الموردين الذين يرفعون نسبة المحتوى المحلي لديها.
٣. مراقبة التوظيف ونسب القوى العاملة المحلية
في العديد من الأنشطة يحتسب التوظيف الوطني ضمن نسبة المحتوى المحلي. وتتيح الأنظمة المحاسبية وأنظمة الرواتب حفظ بيانات الموظفين وتحديد نسبة العاملين السعوديين مقارنة بإجمالي القوى العاملة، مما يسهل عملية التقييم.
٤. تبسيط عملية إعداد التقارير المالية المطلوبة للشهادة
عند التقديم للحصول على شهادة المحتوى المحلي، تحتاج المنشأة إلى تقديم قوائم مالية دقيقة وتقارير مفصلة عن المشتريات والتوظيف والموردين. تساعد الأنظمة المحاسبية في استخراج هذه البيانات بشكل منظم وسريع، مما يقلل الأخطاء ويرفع جودة التقارير المقدمة للهيئة.
٥. دعم اتخاذ القرار في تحسين نسب المحتوى المحلي
من خلال التحليل المالي المبني على بيانات دقيقة، يمكن للمنشأة تحديد المجالات التي يمكن فيها زيادة الاعتماد على المنتجات المحلية، سواء عبر تغيير الموردين أو تعديل سياسات الشراء أو زيادة التوظيف الوطني.
كيف تساعد الأنظمة المحاسبية المنشآت على رفع جاهزيتها لشهادة المحتوى المحلي؟
تمنح الأنظمة المحاسبية الشركات إمكانية المتابعة المستمرة لنسب المحتوى المحلي بدلا من قياسها مرة واحدة عند التقديم للشهادة. وهذا يتيح لها تحسين الأرقام قبل التقديم، وتجنب الرفض أو سوء التقييم. كما تساعد في تحديد نقاط الضعف والفرص التي يمكن تحسينها خلال العام المالي.
دور مكتب السديس في دعم الشركات في هذا الجانب
يقدم مكتب السديس للمحاسبة القانونية خدمات متخصصة في تحليل البيانات المالية وربطها بمتطلبات المحتوى المحلي. ويساعد المكتب الشركات في:
- اختيار الأنظمة المحاسبية المناسبة لطبيعة نشاطها
• إعداد التصنيفات المحاسبية التي تدعم تتبع المحتوى المحلي
• استخراج التقارير المالية المطلوبة للهيئة
• تحسين جاهزية المنشأة قبل تقديم طلب الشهادة
• تقديم الاستشارات المستمرة لرفع نسبة المحتوى المحلي طوال العام
وبذلك يصبح المكتب شريكا فعالا في بناء نظام مالي يمكّن المنشأة من تتبع المحتوى المحلي بدقة وتحسينه بشكل مستمر.
يمثل تتبع المحتوى المحلي عملية دقيقة تعتمد على بيانات مالية واضحة ومحدثة باستمرار. وتعد الأنظمة المحاسبية الحديثة أداة أساسية لمنشآت اليوم، حيث تقدم لها القدرة على قياس نسب المحتوى المحلي وتحسينها بطريقة منهجية تتوافق مع متطلبات هيئة المحتوى المحلي. ومع الدعم المهني من مكتب السديس يمكن للشركات رفع كفاءة عملياتها وتعزيز فرصها في الحصول على شهادة المحتوى المحلي بسهولة وثقة.












