وأكد فرهاد شامي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مقتل خمسة من عناصر القوات في الهجوم يوم الاثنين، واصفًا إيّاه بأنه “واحد من أعنف” الهجمات التي تستهدف قواته في الفترة الأخيرة.
تأتي هذه العملية الدامية في وقت تتزايد فيه المخاوف من عودة تنظيم داعش إلى الواجهة، رغم انحسار نفوذه ميدانيًا خلال السنوات الماضية.
وكانت مدينة دير الزور قد سقطت في قبضة تنظيم داعش عام 2014، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية السورية في عام 2017.
ويُذكر أن التنظيم المتشدد سيطر في أوج قوته على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق، شملت مدينة الرقة التي تقع على بعد نحو 160 كيلومترًا شرق حلب، ومدينة الموصل في شمال العراق، حيث فرض حكمًا متشددًا على ملايين المدنيين.
وفي عام 2014، أعلن زعيم التنظيم آنذاك، أبو بكر البغدادي، قيام “دولة الخلافة” في تلك المناطق، قبل أن يُقتل على يد قوات خاصة أمريكية في غارة شمال غرب سوريا عام 2019 مع انهيار التنظيم.
وقد بلغت مساحة الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في ذروته نصف مساحة المملكة المتحدة، واشتهر بعنفه الشديد، حيث أعدم مدنيين، وذبح نحو 1700 جندي عراقي، واستعبد الآلاف من نساء الإيزيديين، إحدى أقدم الأقليات الدينية في العراق.
ورداً على هذا التهديد، تشكل تحالف دولي من أكثر من 80 دولة بقيادة الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2014 لمواجهة داعش.
وفي هذا السياق، انتهت الحرب رسميًا ضد التنظيم في مارس/آذار 2019 عندما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم أمريكي، على بلدة الباغوز في شرق سوريا، والتي كانت تُعد آخر منطقة يسيطر عليها داعش في البلاد.
أما في العراق، فقد انتهى الوجود الميداني للتنظيم في يوليو/تموز 2017 بعد استعادة القوات العراقية لمدينة الموصل، وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، خسر التنظيم مدينة الرقة السورية، التي كانت تُعد “العاصمة الفعلية” له.
ورغم هذه الهزائم، إلا أن التنظيم يسعى مؤخرًا إلى إعادة بناء نفسه، حيث كثّف من عمليات التجنيد وتبنّى هجمات دامية في عدد من المناطق حول العالم، ما يثير مخاوف متزايدة من احتمال عودته كتهديد أمني عالمي.