د.جنان الحربي: «الحشرة العصوية» يمكن أن تنقل البكتيريا وتسبب الحساسية للأطفال.. فاحذروها

كشفت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد في «التطبيقي» د.جنان الحربي عن ملاحظة البعض في الكويت ظهور الحشرة العصوية، تلك الحشرة التي لا يلتفت إليها الكثيرون، ويعتقدون أنها من النباتات لشدة تنكرها في تقليد النباتات والأغصان والأوراق.

وردا على سؤال حول هذه الحشرة العصوية، قالت د.جنان الحربي انها حشرة رقيقة كالغصن تتأرجح ذهابا وإيابا ولو رأيتها لأول مرة فستعتقد أنها من النباتات، وعموما الحشرات العصوية سادة التنكر، موهبتها الرائعة في التقليد لا مثيل لها، ويمكنها تقليد النباتات والأغصان والأوراق، مع التلوين التكيفي والتلاعب بشكل الجسم.

وبخصوص أنواع هذه الحشرة، أكدت د.الحربي أنه يوجد أكثر من 3000 نوع من الحشرات العصوية (فاسماتوديا) واعتمادا على الأنواع، يمكن أن تنمو من 2.5 إلى 30 سم، والحشرة العصوية هي أكبر الحشرات في العالم، فعندما تمدد أرجلها يبلغ طول أحد الأنواع أكثر من 55 سم، وهي حشرة ليلية تتغذى في العادة على النباتات، فلديها فك قوي جدا وأسنان حادة للمضغ.

وأضافت: عادة ما تعيش العصوية حتى ثلاثة أعوام وتنمو الإناث أكبر من الذكور، وبإمكان إناثها أن تتحول من ذكر إلى أنثى متى ساءت الظروف المحيطة، فتضع الأنثى بويضات غير مخصبة لتنمو بعد ذلك إلى إناث مطابقات لها في الشكل.

وبخصوص تواجدها، ذكرت خبيرة علم الحشرات أن معظم الحشرات العصوية تعيش في المناطق المعتدلة والاستوائية وشبه الاستوائية، وعادة ما تأتي باللونين الأخضر أو البني، الكثير من أنواع العصوية لديها أجنحة، وبعضها جميل الشكل، والبعض الآخر ضخم ومغطاة بتراكيب غريبة تحاكي الطحالب والأشواك وأوراق النباتات المختلفة.

ولفتت إلى مقدرة تنكرها، فقالت: التمويه بالمظهر الخارجي ليس كافيا لدى هذه الحشرة لمتابعة حياتها، لذلك طورت بعض أنواع منها مقاومتها للعدو وذلك عن طريق إطلاق رذاذ كيميائي عفن الرائحة لردع الحيوانات المفترسة، وإذا ما أمسك طائر أو مفترس آخر بساقها، فبإمكانها الهروب بسهولة عن طريق استخدام عضلة خاصة تكسر ساقها عند المفصل بسهولة، ثم تعمل على تجديد الطرف المفقود خلال يوم. وفي بعض الدول، هناك من يربي هذه الحشرة كحيوان أليف بدلا من اقتناء القطط والكلاب، ولكنها خطرة على الأطفال لأنها قد تنقل البكتيريات وتسبب الحساسية.

وزادت: إذا شاهدت وميضا من الألوان الزاهية ليلا فأعلم أن هناك حشرة عصوية متخفية تحاول إرباكك حتى لا تقترب منها، فبإمكانها أن تفرز سائلا حارقا يعمي العينين، بل أيضا ترعبك من خلال نزفها لدم لونه أصفر أو أخضر لتبتعد عنها، وعندما تفشل جميع خططها، تلعب دور الميت وتبقى ساكنة لتتركها الفريسة.

وأوضحت د.الحربي ان حشرة العصا لها العديد من المعاني الروحية والرمزية المختلفة اعتمادا على الثقافة، حيث ترمز هذه الحشرة في بعض الثقافات إلى التحول والتغيير، بينما في ثقافات أخرى فهي تدل على الصبر والقدرة على التكيف والمرونة، بينما يرى البعض أنها رمز للتمويه والخداع بسبب أسلوب حياتها في تجنب الخطر. وعلى الرغم من ذلك، فهي تذكرنا بأننا يجب أن نكون حريصين على عدم الكشف عن الكثير من مكنونات أنفسنا للآخرين.