عقد المستشار الدكتور عادل بورسلي، رئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس محكمة التمييز الكويتية، لقاءً مثمرًا مع وزير العدل الجزائري، لطفي بوجمعة، في الجزائر مؤخرًا. ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون القضائي بين الكويت والجزائر، وفقًا لبيان صادر عن المجلس الأعلى للقضاء الكويتي. يهدف هذا التعاون إلى تبادل الخبرات في المجالات القضائية والقانونية، ومواجهة التحديات القانونية الحديثة مثل الجرائم السيبرانية.
جرت المباحثات في الجزائر العاصمة، وشملت استعراض الاتفاقيات الثنائية القائمة بين البلدين، خاصة تلك المتعلقة بتسليم المجرمين، والتعاون في الشؤون الجنائية. ويأتي هذا اللقاء في سياق حرص البلدين على تطوير علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات، وخصوصًا في قطاع العدالة.
تعزيز التعاون القضائي بين الكويت والجزائر: رؤى ومجالات
أكد الجانبان الكويتي والجزائري على أهمية التعاون القضائي كركيزة أساسية لتعزيز سيادة القانون ومكافحة الجريمة. وشددوا على ضرورة تفعيل آليات التبادل المعلوماتي والخبرات القضائية بين البلدين، لخلق منظومة قضائية أكثر فعالية وكفاءة. ويتماشى هذا اللقاء مع التوجهات الإقليمية والدولية نحو تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود.
مجالات التعاون القانوني المطروحة
تركزت المناقشات حول عدة مجالات رئيسية للتعاون، بما في ذلك:
تسليم المجرمين: استعرض الجانبان الإجراءات المتبعة في تنفيذ اتفاقية تسليم المجرمين، بهدف تسهيل وتسريع هذه العملية لضمان تحقيق العدالة. وتعتبر هذه الاتفاقية آلية مهمة في منع الإفلات من العقاب للأفراد المتورطين في جرائم عابرة للحدود.
الجرائم السيبرانية: نظرًا للتزايد المطرد في الجرائم السيبرانية عالميًا، اتفق الجانبان على تكثيف التعاون في هذا المجال، وتبادل الخبرات حول أحدث التقنيات والأساليب المستخدمة في التحقيق في هذه الجرائم ومكافحتها. يتطلب ذلك تطوير التشريعات الوطنية وتأهيل القضاة والخبراء المتخصصين.
مكافحة غسل الأموال: ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتجارب الناجحة في هذا المجال. تعتبر هذه الجرائم تهديدًا للأمن الاقتصادي والاجتماعي، وتستدعي تضافر الجهود الدولية لمواجهتها.
مكافحة الاتجار بالأشخاص: أشار البيان إلى أهمية التعاون في مكافحة الاتجار بالأشخاص، وحماية ضحايا هذه الجرائم. ويشمل ذلك تبادل المعلومات حول شبكات الاتجار، وتوفير المساعدة القانونية والنفسية والاجتماعية للضحايا.
تأهيل القضاة: اتفق الجانبان على أهمية تبادل الخبرات في مجال تأهيل وتدريب القضاة وأعضاء النيابة العامة، من خلال تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية مشتركة. ويهدف ذلك إلى رفع كفاءة القضاة وتطوير مهاراتهم، لمواكبة التحديات القانونية المتغيرة.
ضم الوفد المرافق للمستشار بورسلي خلال اللقاء المستشار محمد الرفاعي، رئيس محكمة الاستئناف، والمستشار وليد الهملان، وكيل محكمة الاستئناف، وعبد الكريم القلوشي، مسؤول مكتب رئيس المجلس الأعلى للقضاء. يعكس هذا التمثيل رفعة اهتمام الكويت بتعزيز هذا التعاون القضائي مع الجزائر.
يتماشى هذا الاجتماع مع الجهود الكويتية المتواصلة لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية في مختلف المجالات، وخاصة في مجال القضاء والقانون. وقد شهدت العلاقات بين الكويت والجزائر تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وتجسد هذا اللقاء خطوة إضافية نحو تعميق هذه العلاقات. وتشمل مجالات التعاون الأخرى بين البلدين الاستثمار والتجارة والثقافة والتعليم.
وفي سياق متصل، تُعدّ هذه المباحثات امتدادًا لجهود دولية أوسع نطاقًا لتطوير آليات التعاون القضائي عبر الحدود، لمواجهة التحديات الأمنية والقانونية المشتركة. وتؤكد على أهمية تبادل المعلومات والخبرات بين الدول، وتنسيق الجهود لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
من المتوقع أن تُعقد اجتماعات فنية لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال هذا اللقاء، ووضع خطة عمل تفصيلية لتفعيل آليات التعاون القضائي بين البلدين. ومع ذلك، تبقى تفاصيل هذه الخطة والجدول الزمني لتنفيذها غير واضحة في الوقت الحالي. يجب متابعة التطورات والبيانات الرسمية الصادرة عن المجلس الأعلى للقضاء الكويتي ووزارة العدل الجزائرية لمعرفة المزيد حول الخطوات التالية.
وفي ظل التطورات القانونية السريعة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والمالية، يظل تعزيز التعاون الدولي في المجال القضائي ضرورة ملحة. والأمر يتطلب إرادة سياسية قوية وموارد كافية وتنسيقًا فعالًا بين الجهات المعنية في الدول المختلفة.













