استقبل الشيخ فهد اليوسف، رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الداخلية، نيكولا فوريسييه، وزير الشؤون التجارية الخارجية الفرنسي، في قصر بيان اليوم. يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز العلاقات الكويتية الفرنسية وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. ويهدف الجانبان إلى استكشاف فرص استثمارية جديدة ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
الاجتماع، الذي حضره وزير التجارة والصناعة خليفة العجيل، ركز على سبل تطوير الشراكات الثنائية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا. وتعد زيارة الوزير الفرنسي خطوة مهمة في مساعي الكويت لتنويع اقتصادها وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تعزيز العلاقات التجارية بين الكويت وفرنسا
تعتبر فرنسا من بين أهم الشركاء التجاريين للكويت في أوروبا، حيث تشهد العلاقات بين البلدين نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة. وتشمل مجالات التعاون الرئيسية الاستيرادات والتصديرات، بالإضافة إلى الاستثمارات المتبادلة في قطاعات حيوية. ووفقًا لبيانات وزارة التجارة الكويتية، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
مناقشة فرص الاستثمار
ركز اللقاء على استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في الكويت للشركات الفرنسية، وخاصة في المشاريع الكبرى المتعلقة برؤية الكويت 2035. وتشمل هذه المشاريع تطوير البنية التحتية، وتنويع مصادر الطاقة، وتعزيز القطاع الخاص. كما تم بحث إمكانية زيادة الاستثمارات الفرنسية في قطاع السياحة الكويتي، الذي يشهد تطورًا ملحوظًا.
التعاون في مجال الطاقة
تعد الطاقة من أهم مجالات التعاون بين الكويت وفرنسا. تستثمر شركات فرنسية بالفعل في مشاريع الطاقة المتجددة في الكويت، وهناك اهتمام متزايد بتوسيع هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى مثل تكنولوجيا الطاقة النظيفة. وتسعى الكويت إلى زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة كجزء من خططها للحد من الانبعاثات الكربونية.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية. تعتبر الكويت وفرنسا حليفتين في هذا المجال، وتعملان بشكل وثيق لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة. كما تم التطرق إلى الأوضاع الإقليمية الراهنة وتبادل وجهات النظر حول كيفية تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة.
حضر اللقاء عدد من المسؤولين الكويتيين، من بينهم رئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل، ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ د. مشعل الجابر، ومساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير صادق محمد معرفي. كما حضر اللقاء سفير جمهورية فرنسا لدى الكويت أوليفييه غوفان.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات الفرنسية الكويتية دفعة قوية، خاصة بعد توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات مختلفة. وتسعى الكويت إلى الاستفادة من الخبرات الفرنسية في مجالات التكنولوجيا والابتكار، بهدف تطوير اقتصادها وتنويع مصادر دخلها. كما تولي الكويت أهمية كبيرة لتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي مع فرنسا.
وتشير التقارير إلى أن هناك اهتمامًا فرنسيًا متزايدًا بالاستثمار في المشاريع الكويتية، خاصة في ظل الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به الكويت. وتعتبر الكويت وجهة استثمارية جذابة للشركات الفرنسية، نظرًا لموقعها الاستراتيجي ومناخها الاستثماري المواتي.
من الجانب الفرنسي، يرى مسؤولون أن تعزيز العلاقات مع الكويت يمثل أولوية استراتيجية، لما للكويت من دور مهم في المنطقة. وتسعى فرنسا إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي في منطقة الخليج، وتعتبر الكويت شريكًا رئيسيًا في هذا المسعى. ويؤكد السفير غوفان على التزام فرنسا بتعزيز التعاون مع الكويت في جميع المجالات.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من التنسيق بين الكويت وفرنسا في مجالات مختلفة، بما في ذلك التجارة والاستثمار والطاقة والأمن. كما من المرجح أن يتم الإعداد لزيارات متبادلة بين مسؤولين من البلدين، بهدف تعزيز الحوار وتبادل الخبرات. وسيواصل الجانبان العمل على تنفيذ الاتفاقيات الثنائية الموقعة، وتقييم نتائجها وتحديد مجالات التحسين المحتملة. تشكل متابعة نتائج هذا اللقاء وتقييم المشاريع المشتركة نقطة مراقبة هامة في الفترة المقبلة.












