وصل إلى الرياض اليوم، فخامة الرئيس عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان، في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية. تأتي هذه الزيارة في ظل تطورات الأوضاع في السودان، وتعد فرصة لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى بحث آخر التطورات السياسية والأمنية في السودان. من المتوقع أن تركز المحادثات على جهود تحقيق الاستقرار في السودان و دعم الشعب السوداني.
استقبل الرئيس البرهان في مطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية السودان علي بن حسن جعفر، وسفير جمهورية السودان لدى المملكة، دفع الله الحاج علي عثمان، ومدير شرطة منطقة الرياض المكلف اللواء منصور بن ناصر العتيبي، ووكيل المراسم الملكية فهد الصهيل. هذا الاستقبال الرسمي يعكس أهمية الزيارة والعلاقات الوثيقة بين الرياض و الخرطوم.
زيارة الرئيس البرهان للرياض: بحث الأزمة السودانية وتعزيز العلاقات
تكتسب زيارة الرئيس البرهان أهمية خاصة في ظل استمرار الصراع الداخلي في السودان منذ منتصف أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. تهدف الزيارة إلى تبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة لإنهاء القتال و إيجاد حل سياسي للأزمة. و تشمل هذه الجهود المبادرات الإقليمية و الدولية المختلفة.
الأهداف الرئيسية للزيارة
تشير التقارير إلى أن الرئيس البرهان سيبحث مع المسؤولين السعوديين سبل دعم جهود الوساطة التي تقودها المملكة، بالإضافة إلى استعراض آخر المستجدات على الساحة السودانية. من المرجح أن تتناول المحادثات الجوانب الإنسانية للأزمة، بما في ذلك توفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين. كما قد تشمل المناقشات سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
تأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من الاتصالات والمشاورات بين الرياض والخرطوم، و تأكيد المملكة على دعمها لوحدة واستقرار السودان. و قد سبق هذه الزيارة اجتماعات مكثفة بين مسؤولين سعوديين و أطراف سودانية مختلفة. و تهدف هذه الاجتماعات إلى جمع وجهات النظر و بناء توافق حول الحلول الممكنة للأزمة.
تعتبر السعودية من أبرز الدول التي سعت إلى حل الأزمة السودانية منذ بدايتها، حيث استضافت عدة جولات من المفاوضات بين الطرفين المتنازعين. و قد قدمت المملكة مبادرات متعددة لوقف إطلاق النار و تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. و تواصل السعودية جهودها الدبلوماسية لإقناع الأطراف السودانية بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
بالإضافة إلى الأزمة السودانية، من المتوقع أن تتناول المحادثات بين الرئيس البرهان والمسؤولين السعوديين العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. و تشمل هذه المجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم. و تسعى الرياض والخرطوم إلى تعزيز التعاون المشترك في هذه المجالات لتحقيق المصالح المتبادلة.
و من الجدير بالذكر أن السودان يمر بمرحلة انتقالية صعبة منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019. و شهدت البلاد خلال هذه الفترة العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية. و تسعى القوى السياسية السودانية إلى إرساء نظام حكم ديمقراطي يحقق الاستقرار والازدهار للشعب السوداني. و تعتبر الأزمة السودانية من القضايا الهامة التي تشغل المنطقة و المجتمع الدولي.
تعتبر زيارة الرئيس البرهان للرياض فرصة هامة لتبادل وجهات النظر و تنسيق الجهود الرامية إلى حل الأزمة السودانية. و من المتوقع أن تسفر الزيارة عن نتائج إيجابية تساهم في تحقيق الاستقرار و الأمن في السودان. و قد تؤدي الزيارة إلى إطلاق مبادرات جديدة لدعم جهود السلام و التنمية في السودان. و من بين القضايا ذات الصلة، يمكن الإشارة إلى دور الوساطة السعودية في حل النزاعات الإقليمية.
في سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها على أهمية الحفاظ على وحدة السودان و سيادته. و دعت الوزارة جميع الأطراف السودانية إلى التحلي بالمسؤولية و العمل على تحقيق مصلحة الشعب السوداني. و شددت الوزارة على استعداد المملكة لتقديم كل الدعم اللازم لتحقيق الاستقرار و الأمن في السودان. و تعتبر العلاقات السعودية السودانية تاريخية و متميزة.
من المقرر أن يلتقي الرئيس البرهان خلال زيارته للمملكة، بعدد من كبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك الملك سلمان بن عبدالعزيز و الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. و من المتوقع أن يتم خلال هذه اللقاءات بحث جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك. و من بين هذه القضايا، يمكن الإشارة إلى التطورات الإقليمية و الدولية. و من المنتظر أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات و المذكرات التفاهم بين البلدين. و من بين المجالات التي قد تشملها هذه الاتفاقيات، يمكن الإشارة إلى الاستثمار و التجارة و التعاون العسكري.
في الختام، من المتوقع أن تعلن الرياض والخرطوم عن نتائج الزيارة في بيان مشترك في نهاية الأسبوع. و من بين الأمور التي قد يتضمنها البيان، يمكن الإشارة إلى خطة عمل مشتركة لتنفيذ المبادرات المتفق عليها. و يبقى الوضع في السودان معقداً وغير مؤكد، و تتطلب الأزمة جهوداً متواصلة من جميع الأطراف المعنية. و من الضروري مراقبة التطورات على الساحة السودانية و تقييم تأثير الزيارة على مسار الأزمة.













