مجمّع “رافن روك الجبلي” (Raven Rock Mountain Complex) في ولاية بنسلفانيا، وهو أحد أهم المخابئ النووية السرية التابعة للحكومة الأميركية، شُيد لضمان استمرارية عمل الحكومة في حال وقوع حرب نووية أو كارثة كبرى. وقد أُعد هذا المجمّع في أوائل الحرب الباردة بأمر من الرئيس هاري ترومان.
يقع “رافن روك” داخل جبل في جنوب بنسلفانيا قرب حدود ميريلاند. ويوصف بأنه “البنتاغون تحت الأرض”، نظرا لاحتوائه على كل ما تحتاجه مدينة صغيرة، فهناك قسم إطفاء وشرطة ومرافق طبية وقاعات طعام، بالإضافة إلى مباني من 3 طوابق داخل الجبل.
مواصفات المخبأ النووي
يُعتبر “رافن روك” مدينة تحت الأرض مكتفية ذاتيا ومزودة بمحطة طاقة ونظام مياه وتهوية. وحسب تقرير للإذاعة الوطنية الأميركية عام 2017، فإن المجمع يضم مباني متعددة الطوابق، مما يجعله أقرب إلى “مدينة قائمة بذاتها”.
وقد أعيد تفعيله وتوسيعه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وبحلول عام 2017 كان قادرا على استيعاب نحو 5 آلاف شخص في حالات الطوارئ. ويرى غاريت غراف، مؤلف كتاب “رافن روك.. قصة الخطة السرية للحكومة الأميركية لإنقاذ نفسها فيما يموت بقيتنا”، أن الغرض من هذا المخبأ “ليس إنقاذ البشرية، بل ضمان استمرار الحكومة الأميركية”.
منشآت مشابهة
لا يُعد “رافن روك” الوحيد من نوعه في الولايات المتحدة، فهناك منشآت أخرى، مثل مجمّع جبل شايان في كولورادو، والذي تديره قوة الفضاء الأميركية. ويوجد أيضا مركز عمليات الطوارئ في جبل ويذر في فرجينيا الشمالية، والملجأ السري أسفل منتجع غرينبريير في فرجينيا الغربية.
تلك المنشآت تم تصميمها لضمان استمرار عمل الحكومة في حالات الطوارئ، وتُعد جزءا من استراتيجية الولايات المتحدة لحماية قيادتها في أوقات الأزمات. وتشير التقارير إلى أن هذه المنشآت مُجهزة تجهيزا جيدا لاستيعاب عدد كبير من الأشخاص لفترة طويلة.
وفي الختام، يظل “رافن روك” وغيره من المنشآت السرية جزءا من استراتيجية الولايات المتحدة لحماية نفسها في مواجهة التهديدات النووية والكوارث الكبرى. ومن المتوقع أن تستمر هذه المنشآت في لعب دور حيوي في ضمان استمرار الحكومة الأميركية في المستقبل.













