وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز (رحمه الله)، أمر بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم وأنشأ بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم، وفي عام 1377هـ نفذت المملكة التوسعة الأولى للمطاف، قامت على وضع تصميم فريد لبئر زمزم؛ وذلك لإزالة ما يضيق على الطائفين، حيث تم وضع بئر زمزم تحت المطاف.
وواصل الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله) اهتمامه ورعايته لبئر زمزم، وأمر في عام 1393هـ بإنشاء قبو ثان للبئر، حرصاً منه على توفير الراحة لضيوف الرحمن أثناء أدائهم لمناسكهم، كما أولى الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، ماء زمزم بالغ اهتمامه وأمر بعملية تنظيف شاملة للبئر بواسطة عدد من الغواصين.
ومع انطلاق مشروع التوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، تضمن المشروع نظام مياه للشرب والتصريف، تكون من وحدتين ضخمتين لماء زمزم وعدة صنابير للشرب وإنشاء مضخة في دور التوسعة الثانية.
وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، أمر بإنشاء محطة تنقية مياه البئر ومحطة ومصنع للتعبئة والنقل تعمل وفق نظام تحكم ومراقبة وتخزين آلي، وسمي المشروع باسم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، كما أمر بإطلاق مشروعين يختص الأول بتنظيف حاويات ماء زمزم آلياً، والثاني بإعادة تصميمها حماية للمياه وانسيابيتها وسهولة الحصول عليها. وفي عام 1439هـ صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على استكمال أعمال بئر زمزم وأعمال تأهيل العبارات وتم إنشاء عبارات الخدمات الخاصة بزمزم وعددها خمس عبارات، كما تم استكمال المرحلة الأخيرة من تعقيم وإزالة للشوائب وفحص للبيئة المحيطة ببئر زمزم.
وتمر رحلة المياه المباركة من بئر زمزم وصولاً لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي بعدة مراحل منها التنقية والتعقيم، وذلك بضخ المياه الخام من بئر زمزم عن طريق مضختين عملاقتين بقدرة (360) متراً مكعباً بالساعة تقوم بسحب مياه زمزم من البئر وضخها إلى مشروع الملك عبدالله لتطوير مياه زمزم، والذي يقوم بدوره بتخزين المياه وإجراء أعمال التعقيم ثم إرسال مياه زمزم إلى محطة خزان زمزم وإلى محطة سبيل الملك عبدالعزيز، ومرحلة ضخ المياه المسحوبة من المضختين يتم ضخ المياه المباركة عبر خطوط نقل المياه الخام والتي تبلغ 4 كيلو مترات تقريبا وهي مصنوعة من مادة غير قابلة للصدأ (استانلس ستيل)، حيث يوجد على طول الخطوط غرف هواء وغسيل وغرف تحكم موصولة بوسائط خاصة بالتحكم.