بقلم: يورونيوز
نشرت في
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن “العنصرية القديمة تعود إلى السياسة البريطانية”، معتبرًا أن ذلك “يجعل الناس يشعرون بخوف شديد”، محذرًا من أن سياسات اليمين المتطرف “تمزّق البلاد”.
وجاء حديث ستارمر خلال مقابلة مع الطبيب والإعلامي أمير خان، بُثّت عبر قناة “آي تي في” (ITV)، حيث اتهم حزب “ريفروم يو كاي” (Reform UK) بزعامة نايجل فاراج بإحياء “السياسات العنصرية والانقسامية التي ظنّ البريطانيون أنهم تخلصوا منها منذ عقود” وذلك بعد أن سأله خان عما يقوم به حزبه لمحاربة كافة أنواع العنصرية، من معاداة الإسلامية والسامية ومجتمعات الميم وذوي البشرة السوداء وغيرها.
واعتبر ستارمر أن المشهد السياسي في بريطانيا ينقسم حاليًا بين مشروع حزب العمال القائم على إحياء روح الوحدة الوطنية، وبين خطاب الكراهية والانقسام الذي يروّجه حزب “ريفروم” والتيارات اليمينية المتطرفة.
وأضاف: “بعض الخطابات التي نسمعها اليوم -العنصرية منها والانقسامية- كنت أعتقد أننا تجاوزناها منذ عقود، لكنها تعود الآن إلى السياسة وتجعل الناس يشعرون بخوف حقيقي.”
وتابع قائلًا: “علينا أن نتصدى لتلك العنصرية والانقسامات، وأن نؤكد بفخر أن معنى أن تكون بريطانيًا هو أن تكون متعاطفًا، متسامحًا، وعقلانيًا، ونحن فخورون بذلك.”
وأشار محللون إلى أن تصريحات ستارمر تذكّر بتصريحات وزير الصحة ويس ستريتينغ، الذي حذّر مطلع الشهر من عودة “عنصرية قبيحة” تشبه تلك التي سادت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لافتًا إلى أن العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أصبحوا يتعرضون لتلك العنصرية بشكل متزايد.
وفي مقابلة مع صحيفة “الغارديان”، قال ستريتينغ إن الإساءات اللفظية والجسدية على أساس لون البشرة أصبحت شائعة لدرجة أن “العنصرية باتت مقبولة اجتماعيًا”، مؤكدًا ضرورة “وضع حدٍّ نهائي لها وإعادة خلق مناخ يجعلها مرفوضة اجتماعيًا مرة أخرى”.
وخلال المقابلة، ألمح ستارمر إلى احتمال ألغاء الحد الأقصى لمخصصات الأسرة لطفلين، وهو قانون يتيح للأسر البريطانية الحصول على إعانات مالية لأول طفلين فقط، قائلًا: “أستطيع أن أؤكد بشكل قاطع أنني مصمم على خفض معدلات فقر الأطفال ولم أكن لأقول لذلك لو لم أكن متأكدًا بأننا سنتخذ عددًا من الإجراءات لتحقيق”.
وأوضح أن الحكومة اتخذت بالفعل عدة إجراءات في هذا المجال، منها الوجبات المدرسية المجانية، ونوادي الإفطار، ودعم خدمات رعاية الأطفال، لكنه أضاف: “علينا أن نفعل أكثر من ذلك، ويمكنني أن أنظر في عينيك وأقول إنني ملتزم شخصيًا بخفض فقر الأطفال.”
وكانت وزيرة المالية راشيل ريفز قد أدلت بتصريحات مشابهة يوم الاثنين، إذ قالت في مقابلة مع BBC Radio 5 Live: “في نهاية المطاف، لا ينبغي أن يُعاقَب أي طفل لأن والديه لا يملكان ما يكفي من المال.”
وتعتبر مجموعة العمل لمكافحة فقر الأطفال أن السياسة التي تنتهجها بريطانيا بمنحها مخصصات للأسرة لطفلين فقط، مسؤولة عن سوء حال أكثر من 109 أطفال يوميًا.
وأظهرت المجموعة أن إلغاء هذه السياسة سيرفع فورًا 350,000 طفل من دائرة الفقر، بتكلفة تبلغ ملياري جنيه إسترليني، وسيقلل من حدة الفقر لدى 800,000 طفل آخرين.













