سديم “رأس الحصان” من سماء أبوظبي
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
بعد 14 ساعة تصوير، تم التقاط صورة لسديم “رأس الحصان” من مرصد الختم الفلكي الواقع في صحراء أبوظبي، وهو سديم (غاز وغبار كوني) يقع في مجموعة “الجبار”، سمي كذلك لأن شكله يشبه رأس الحصان كما هو ظاهر في منتصف الصورة. والضوء الملتقط في الصورة انطلق من السديم عام 649 ميلادي! أي أن السديم يبعد عنا 1375 سنة ضوئية.
سديم رأس الحصان هو سديم مظلم، بمعنى أنه يتكون من غبار وغاز كثيف يحجب الإضاءة التي خلفة، فيبدو على هيئة سحابة سوداء، والغاز الأحمر الذي يقع خلف رأس الحصان وينتشر على امتداد الصورة هو سديم انبعاث يتكون من الهيدروجين بشكل رئيس، ويبدو باللون الأحمر نتيجة لتأين الغاز بسبب أشعة النجوم اللامعة القريبة.
النجم اللامع الذي يقع إلى اليسار من رأس الحصان هو أحد نجوم حزام الجبار الثلاثة، ويسمى “النطاق”، وهي نجوم لامعة يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة، ويعتقد أن أهرامات الجيزة الثلاثة بنيت بشكل مشابه لتوزيع هذه النجوم الثلاثة.
وفي يسار الصورة يقع سديم آخر، يسمى سديم “الشعلة” نظرا لشبه شكله بشعلة النار، وهو سديم انبعاث يشع بهذا اللون بسبب تأين غاز الهيدروجين نتيجة لوجود نجوم ساطعة وحارة بالقرب منه، وعلى الرغم من وقوع نجم “النطاق” ظاهريا بالقرب منه، إلا أنه لا يوجد رابط فيزيائي بينهما، وهو ليس سبب توهج السديم، بل السبب هو وجود عنقود من النجوم تقع في قلب السديم، ولا يمكن رؤيتها بالأشعة المرئية بسبب وجود سديم مظلم يظهر بشكل واضح في الصورة، وهو يحجب النجوم والسديم الواقعة خلفه.
معدات وظروف التصوير:
تلسكوب قطره 5 إنش وكاميرا ملونة وفلتر تلوث ضوئي.
مستوى التلوث الضوئي في مكان الرصد: Bortle 6.
مدة التصوير: 14 ساعة، بواقع 169 صورة، مدة كل صورة 5 دقائق.
تصوير: محمد عودة
مرصد الختم الفلكي
الصورة الأولى: صورة شاملة لكامل المنطقة.
الصورة الثانية: سديم رأس الحصان.
الصورة الثالثة: سديم الشعلة.