سفير نا في أبوظبي: احتفاء الإمارات بالأخوة الكويتية – الإماراتية “رسالة وفاء عظيمة”

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن أسبوع احتفالي بالأخوة الكويتية – الإماراتية، بدءًا من 29 يناير الحالي، وذلك تلبية لدعوة الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتأتي هذه المبادرة تعبيرًا عن عمق الروابط التاريخية والعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين، والتي تشكل نموذجًا للتعاون والأخوة في المنطقة. هذه الاحتفالات تهدف إلى ترسيخ العلاقات الكويتية الإماراتية وتعزيزها في مختلف المجالات.

وقد أكد سفير الكويت لدى دولة الإمارات، جمال الغنيم، أن هذه الدعوة تمثل “رسالة وفاء عظيمة” من الإمارات، مشيرين إلى وشائج الدم والقربى والتاريخ المشترك بين الشعبين. وتعكس هذه المبادرة التقدير الكبير الذي يحمله المجتمع الإماراتي للكويت، قيادةً وحكومةً وشعبًا، في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة.

تأكيد على عمق العلاقات الثنائية

يأتي إطلاق أسبوع الاحتفال بالأخوة الكويتية-الإماراتية في سياق تاريخ طويل من الدعم المتبادل والتنسيق الوثيق بين البلدين. فمنذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت الكويت من أوائل الدول التي قدمت الدعم والاعتراف بها، وهو ما عزز من الروابط القوية بينهما.

وأضاف السفير الغنيم أن الشعب الكويتي يقدر عالياً مواقف الإمارات، وخاصةً دعمها القوي خلال فترة الغزو العراقي للكويت في عام 1990. وقد تجسدت هذه المواقف في الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الذي قدمته الإمارات للكويت، مما ساهم بشكل كبير في تحرير البلاد واستعادة سيادتها.

أبعاد المبادرة الإماراتية

تتجاوز أهمية هذه المبادرة مجرد الاحتفاء بالعلاقات الثنائية، فهي تحمل في طياتها رسالة إيجابية إلى المنطقة والعالم حول أهمية الوحدة والتضامن بين الدول العربية. وفي ظل التحديات التي تواجه المنطقة، مثل الصراعات والتدخلات الخارجية، فإن تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول العربية يعتبر ضرورة حتمية للحفاظ على الأمن والاستقرار.

بالإضافة إلى ذلك، يعكس إطلاق أسبوع الاحتفال بالأخوة الكويتية الإماراتية حرص القيادة الإماراتية على تعزيز دور الكويت كشريك أساسي في تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة. فالكويت دولة تتمتع بمكانة مرموقة في المنطقة، وهي تلعب دورًا فاعلاً في حل النزاعات وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة.

المجالات المستهدفة بالتعاون

تتركز جهود التعاون بين الكويت والإمارات في العديد من المجالات، بما في ذلك الاستثمار والتجارة والسياحة والتعليم والثقافة. وقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في حجم التبادل التجاري بين البلدين، مما يعكس الثقة المتبادلة بين القطاع الخاص في كلا البلدين.

تعمل الحكومتان الكويتية والإماراتية على إزالة العقبات التي تواجه الاستثمار المشترك بينهما، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية. كما توليان اهتماماً خاصاً بتنمية قطاع السياحة، من خلال ترويج المقاصد السياحية في كلا البلدين وتسهيل إجراءات السفر والإقامة.

هناك أيضًا تركيز متزايد على التعاون في المجالات التعليمية والثقافية، وذلك بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة. وتشمل ذلك برامج المنح الدراسية المشتركة، وتنظيم الفعاليات الثقافية، وتعزيز التبادل الإعلامي. وتسعى الكويت والإمارات إلى تطوير التعاون الاقتصادي في ظل رؤية 2030 الكويتية وخطط الإمارات للتنويع الاقتصادي.

ويرى مراقبون أن التنسيق بين الكويت والإمارات يمتد ليشمل القضايا السياسية والأمنية على الساحة الإقليمية والدولية. فقد اتفقت الدولتان على ضرورة العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، مثل الإرهاب والتطرف. كما تؤيدان الحلول السلمية للنزاعات الإقليمية، وتحرصان على تعزيز الحوار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة. هذا التنسيق يتماشى أيضًا مع أهداف السياسة الخارجية الكويتية التي ترتكز على الدبلوماسية والوساطة.

فيما يتعلق بملف الاستثمارات المتبادلة، تشكل العقارات والبنوك والطاقة قطاعات رئيسية للاستثمار الكويتي في الإمارات، والعكس صحيح، وتهدف المبادرات الجديدة إلى تنويع هذه الاستثمارات.

وأكد السفير الغنيم أن دولة الكويت تقدر عالياً هذه المبادرة الكريمة، معرباً عن تمنياته بدوام التقدم والازدهار للعلاقات الثنائية بين البلدين تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح.

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة إعلانًا عن تفاصيل أكثر حول فعاليات وأنشطة أسبوع الاحتفال بالأخوة الكويتية الإماراتية. وسيشمل ذلك تنظيم المعارض والمؤتمرات وورش العمل والفعاليات الثقافية والفنية. ويترقب المراقبون ما إذا كانت هذه الاحتفالات ستسفر عن توقيع اتفاقيات جديدة في مختلف المجالات، أو إطلاق مبادرات مشتركة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين. يبقى مستقبل العلاقات بين الكويت والإمارات واعدًا، مع استمرار التنسيق والتعاون في جميع المجالات.