دشَّن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، اليوم، حزمة من المشروعات الإنسانية، وتوقيع عددٍ من الاتفاقيات في مدينة دمشق، وذلك برعاية رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، وحضور عددٍ من الوزراء وكبار المسؤولين بالحكومة السورية، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سورية الدكتور فيصل بن سعود المجفل، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وعددٍ من ممثلي المنظمات الإنسانية الدولية.
واشتمل الحفل الخطابي على عرض مرئي حول جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومبادراته النوعية حول العالم، ثم أكد الرئيس السوري في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، أن هذا الحدث الإنساني البارز يجسد عمق الأخوة والتعاون بين الجمهورية العربية السورية والمملكة العربية السعودية، ويعبر عن روح التضامن الإنساني في مواجهة التحديات، متوجهًا بالشكر الجزيل إلى المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وإلى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على ما قُدم من دعم ومساندة للشعب السوري طوال السنوات الماضية، وعلى الوقوف إلى جانب سورية في هذه المرحلة المهمة، من خلال مشاريع نوعية تسهم في التخفيف من معاناة المواطنين، وتعزز قدرات الاستجابة الإنسانية، وجهود التعافي على المستويات كافة.
تعزيز الشراكة في مجالات الإغاثة والاستجابة الإنسانية
وقال: «إننا اليوم نخطو معًا نحو مرحلة جديدة، نتطلع فيها إلى تعزيز هذه الشراكة في مجالات الإغاثة والاستجابة الإنسانية، وتوسيع آفاق التعاون بما يخدم أهدافنا المشتركة في حماية المدنيين، وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة وتحقيق التنمية والتمكين الاقتصادي».
ثم ألقى الدكتور الربيعة كلمة نقل فيها للحضور تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتمنياتهما للشعب السوري الشقيق استئناف مسيرة البناء من أجل سورية الآمنة المنفتحة على محيطها العربي.
العمل الإنساني جزء أصيل من هوية المملكة
وبيَّن أن العمل الإنساني يشكل جزءًا أصيلًا من هوية المملكة العربية السعودية، ونهجًا حضاريًا لتعزيز الروابط بين الشعوب، وإحياء روح التكافل بين البشر جميعًا، وترسخ هذا النهج الإنساني في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة ودعم ولي عهده الأمين وتحوّل العمل إلى إستراتيجية مؤسسية متكاملة تجسدها أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة الذي بلغ نطاق عمله 108 دول حول العالم، من ضمنها الجمهورية العربية السورية الشقيقة التي لم تغب لحظة عن وجدان القيادة والشعب السعودي، التي خصص لها المركز منذ تأسيسه 454 مشروعًا بما يربو على خمسة مليارات و250 مليون ريال، من إجمالي 28 مليارًا و100 مليون ريال قدمتها المملكة لسورية.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن الحقبة التي سبقت تأسيس المركز شهدت دعمًا مستمرًا منذ عقود في مختلف المجالات، ومواقف متتالية جسدت هذا الحضور، سواء باستضافة الأشقاء السوريين بجميع مكوناتهم كأشقاء وليسوا لاجئين في المملكة، ومنحهم حقوق العيش الكريم والتعليم والرعاية الصحية المجانية، أو من خلال تسيير القوافل الإنسانية إلى الداخل السوري ولمخيمات اللاجئين في دول الجوار.
وفي ختام كلمته أكد الدكتور الربيعة أن المملكة بقيادتها الرشيدة ستظل ملاذًا للمحتاجين، ومغيثةً للملهوفين، وداعمةً للشعوب والمجتمعات في مسيرتها نحو التعافي والازدهار.
مشاريع إنسانية وإغاثية
وشمل التدشين مشاريع إنسانية وإغاثية تضمنت مشروع إعادة تأهيل المخابز المتضررة في محافظات ريف دمشق، وحمص، واللاذقية، والسويداء، ودرعا، حماة، ودير الزور، وحلب، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يستفيد منه مليون و432 ألف فرد، إضافة إلى المشروع المخصص لإعادة تأهيل (715) منزلًا للعائلات المتضررة من الزلزال في محافظة حلب، كذلك ترميم مسجد البلدة وتجهيز (55) وحدة سكنية مؤقتة للعائلات الأشد تضررًا التي أصبحت بلا مأوى، ويستفيد منه 4,587 فردًا.
ودُشن كذلك المشروع المخصص لرعاية وتمكين الأيتام في شمال غرب سورية بغرض تقديم كفالات نقدية شهرية لدعم 1,000 طفل يتيم في منطقة جنديرس، إضافة إلى تمكين (400) امرأة من ربات المنازل اقتصاديًا من خلال تقديم منح عينية لهن، وكذلك مشروع أمان لرعاية الأيتام المتضررين في محافظة حلب ويهدف إلى تقديم الكفالات النقدية وتوفير المستلزمات الأساسية والدعم النفسي والاجتماعي للأيتام، إلى جانب تمكين أمهات الأيتام اقتصاديًا عبر التدريب المهني، وتوفير الأدوات اللازمة.
وشمل أيضًا مشروعاً لتأمين 454 جهازًا للغسيل الكلوي مع مستلزماتها ومحاليلها لتوزيعها في مختلف المحافظات السورية، يستفيد منه 51,400 فرد، ومشروع لتقديم المساعدات الطبية يتضمن تجهيز 17 مستشفى مركزيًا في مدينتي اللاذقية وحلب بالأجهزة الطبية، وتوريد جهازين بالتصوير المقطعي المحوسب، إضافة إلى أجهزة الأشعة والموجات الصوتية والإيكو لأقسام الأشعة، وتأمين 10 سيارات إسعاف ومجموعة كبيرة من الأدوية، يستفيد منه 4 ملايين فرد، ومشروع لتشييد مركز رعاية صحية وملحقاته لإعادة تأهيل الخدمات الصحية الأساسية التي تضررت بشكل كبير من الأزمة الإنسانية، وتحسين الوصول للفئات الضعيفة في محافظة دمشق، إضافة إلى تدشين الجسر البري الإغاثي لدعم الشعب السوري الذي يتضمن تدشين 50 شاحنة تحمل أجهزة غسيل الكلى ومستلزماتها الطبية، ومواد غذائية وإيوائية، ومعدات ثقيلة، وآليات لرفع الأنقاض، وسيارات إسعاف.
61 مشروعًا تطوعيًا طبيًا وغير طبي
ودُشن كذلك 61 مشروعًا تطوعيًا طبيًا وغير طبي في 45 تخصصًا يجري تنفيذها خلال العام 2025م، منها 8 مشاريع انطلقت بالتزامن مع حفل التدشين، وتشتمل على تخصصات متنوعة كجراحة الأطفال، وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وجراحة الأورام للأطفال، وجراحة المخ والأعصاب، ومشروعين لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي، ومشروع مختص بالتدريب على مجال الجراحة والعناية المركزة، ومشروع للإثراء والنقل المعرفي (الأمن السيبراني).
ووقع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (9) اتفاقيات تعاون مع منظمات إنسانية محلية ودولية وأممية تهدف إلى دعم العمل الإغاثي في سورية، وشملت الاتفاقية الأولى دعم سلسلة إنتاج القمح في الريف الشرقي لمحافظة حلب، يستفيد منها (16,500) فرد بواقع (2,500) أسرة، والاتفاقية الثانية تهدف لتأهيل (15) بئرًا وتوفير المياه الصالحة للشرب في منطقة دوما بريف دمشق، يستفيد منها (250,000) فرد، وشملت الاتفاقية الثالثة تنفيذ مشروع سبع سنابل في الشمال السوري لدعم (750) أسرة زراعية وتمكينها من إنتاج الخضراوات والقمح وتوفير فرص عمل لـ(500) عامل بنظام الأجر اليومي، واتفاقية رابعة لتأهيل شبكات الصرف الصحي في منطقة القابون بدمشق، يستفيد منها (21,000) فرد.
ووقع كذلك اتفاقية خامسة لتنفيذ مشروع «بسمة أمل» لرعاية الأيتام في سورية وتشمل صرف الكفالات النقدية، وسداد الرسوم الدراسية، وتقديم برامج وأنشطة ترفيهية، إضافة إلى توفير السلال الغذائية والكسوة للأيتام وأسرهم، فيما شملت الاتفاقية السادسة تأهيل آبار العقدة الثامنة في بلدة صحنايا بمحافظة ريف دمشق يستفيد منها (300,000) فرد.
كما وقَّع مركز الملك سلمان للإغاثة اتفاقية سابعة لإزالة وإدارة الإنقاض في محافظة دمشق وريفها، يستفيد منها أكثر من 4 ملايين فرد، واتفاقية تعاون مشترك ثامنة مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني، لإعادة تأهيل (34) مدرسة متضررة في محافظات حلب وإدلب وحمص، يستفيد منها (26,197) فردًا، إضافة إلى توقيع المركز اتفاقية تاسعة لإعادة تأهيل المقر الخاص بوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، ورفع القدرات وتبادل الخبرات في المجال الإنساني في محافظة دمشق.
ثم قدم عدد من الأطفال المستفيدين من مشروع «أمان» لرعاية الأيتام مشاركة لهم في الحفل.
أخبار ذات صلة