كشفت تقارير إخبارية عن خطة إسرائيلية جديدة لتعزيز المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، مما يثير مخاوف دولية بشأن مستقبل العملية السلمية وإمكانية إقامة دولة فلسطينية. وتأتي هذه الخطة بقيادة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن صراحةً رفضه لمبدأ حل الدولتين.
ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، خصص سموتريتش ما يقرب من 2.7 مليار شيكل (حوالي 840 مليون دولار أمريكي) على مدار السنوات الخمس القادمة لتوسيع البنية التحتية في المستوطنات القائمة وإنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. تعتبر هذه الخطوة بمثابة دفعة قوية للسياسات الاستيطانية الإسرائيلية المثيرة للجدل.
خطة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية
وتشمل الخطة تخصيص 1.1 مليار شيكل لإنشاء 17 مستوطنة جديدة، بما في ذلك معلوت حلحول وشا-نور وجبل عيبال. بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص 338 مليون شيكل لتطوير البنية التحتية في المستوطنات القائمة. هذا التمويل يهدف إلى جذب المزيد من المستوطنين وتسهيل حياتهم في الضفة الغربية.
لا يقتصر الأمر على البناء والتطوير، بل تتضمن الخطة أيضًا نقل قواعد عسكرية إلى شمال الضفة الغربية، بهدف تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة. كما سيتم إنشاء وحدة متخصصة في تسجيل الأراضي وتنظيم الملكيات، مما يسهل عملية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
الأبعاد السياسية والأمنية
يرى مراقبون أن هذه الخطة الاستيطانية تمثل محاولة لفرض واقع جديد على الأرض، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. وتأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، وتصاعدت فيه الدعوات إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وفي تصريحات منسوبة إليه، نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وصف سموتريتش الضفة الغربية بأنها “حزام أمن” لإسرائيل، وأكد أنه “يفخر بقيادة تسعى إلى إلغاء فكرة تقسيم إسرائيل”. هذه التصريحات تعكس رفضًا قاطعًا لمبدأ حل الدولتين، الذي يعتبره المجتمع الدولي أساسًا لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
أدانت وزارة الخارجية الأردنية بشدة هذه الخطة، واعتبرتها “انتهاكًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”. وشددت الوزارة على أن هذه الإجراءات تقوض جهود السلام، وتزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
من المتوقع أن تثير هذه الخطة ردود فعل سلبية واسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية والأوروبية والأمم المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وزيادة خطر اندلاع مواجهات عنيفة.
تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتعتبر عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام. ويبلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية حاليًا حوالي 770 ألفًا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية.
من المرجح أن تستمر الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ هذه الخطة الاستيطانية، على الرغم من الانتقادات الدولية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة مزيدًا من التطورات في هذا الملف، بما في ذلك ردود الفعل الفلسطينية والدولية، والتحركات الدبلوماسية المحتملة. يبقى الوضع في الضفة الغربية شديد الهشاشة، ويتطلب جهودًا مكثفة من جميع الأطراف المعنية لمنع المزيد من التصعيد، وإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.













