توفي الدكتور رياض نعسان آغا، وزير الثقافة السوري الأسبق والرمز الأدبي والتاريخي، الأحد في دولة الإمارات العربية المتحدة عن عمر يناهز 78 عامًا. يأتي هذا النبأ المفجع بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الثقافية والأدبية، بالإضافة إلى دوره البارز في دعم الثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011. نعسان آغا كان شخصية مؤثرة في المشهد الثقافي والسياسي السوري، تاركًا وراءه إرثًا غنيًا من الفكر والأعمال.
أعلنت وزارة الثقافة السورية عن وفاة نعسان آغا في بيان رسمي نشرته على صفحتها في فيسبوك، معربة عن تعازيها الحارة لعائلته وأصدقائه وتلاميذه. وأشارت الوزارة إلى أن رحيل نعسان آغا يمثل خسارة كبيرة للمشهد الثقافي في سوريا، داعية إلى استلهام إرثه في بناء جيل جديد من المبدعين والمفكرين الوطنيين.
مسيرة رياض نعسان آغا الثقافية والسياسية
وُلد رياض نعسان آغا عام 1947 في مدينة إدلب، ونشأ في بيئة دينية علمية، حيث كان والده وجده من أبرز المقرئين في المنطقة. تلقى تعليمه الأولي في حلب ثم انتقل إلى جامعة دمشق، حيث درس الآداب والفلسفة والإعلام. لاحقًا، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة باكو في مجال الإعلام والعولمة.
إسهاماته في الدراما والأدب
على مدار أكثر من نصف قرن، شغل نعسان آغا مناصب متعددة في مجالات الإعلام والثقافة، وساهم بشكل فعال في إثراء المشهد الفني والأدبي في سوريا وخارجها. قام بإنتاج العديد من الأعمال الدرامية الاجتماعية والتاريخية التي عُرضت في سوريا ومصر ودول الخليج. بالإضافة إلى ذلك، ألّف وأصدر العديد من الكتب في مجالات متنوعة، بما في ذلك الشعر والتاريخ والسياسة والفنون، مما يبرز عمق فكره وثقافته.
انحيازه للثورة السورية
مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، اتخذ رياض نعسان آغا موقفًا داعمًا للثورة السورية، وانحاز إلى مطالب الشعب بالحرية والديمقراطية. تقلد منصب المتحدث الرسمي باسم مؤسسات المعارضة السورية، وكان صوتًا بارزًا في الدفاع عن حقوق الإنسان والتعبير عن تطلعات الشعب السوري. هذا الموقف جعله شخصية مثيرة للجدل، ولكنه أكد أيضًا التزامه بقضايا الحرية والكرامة الإنسانية.
ردود الفعل على رحيل نعسان آغا
تلقى نبأ وفاة الدكتور رياض نعسان آغا موجة من الحزن والتعازي من مختلف الأوساط السياسية والثقافية في سوريا وخارجها. نعى وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، الفقيد عبر منصة “إكس”، مشيرًا إلى أنه كان جزءًا أصيلًا من الذاكرة السياسية والثقافية السورية، ومثالًا للمثقف المسؤول في اللحظات الحاسمة. كما أعرب العديد من الكتاب والفنانين والمثقفين عن أسفهم لرحيل هذه الشخصية الوطنية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ سوريا الحديث.
وتوالت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر رواد الإنترنت عن تقديرهم لإسهامات نعسان آغا في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية في سوريا. وتداولوا مقتطفات من أعماله ومقالاته، مؤكدين على أهمية الحفاظ على إرثه الفكري والأدبي للأجيال القادمة.
تأثير رحيل نعسان آغا والمستقبل
يمثل رحيل رياض نعسان آغا خسارة فادحة للحركة الفكرية والثقافية في سوريا، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وكان نعسان آغا يمثل صوتًا معتدلًا وعقلًا منيرًا في المشهد السياسي المعقد. ومن المرجح أن يترك غيابه فراغًا كبيرًا في هذا المجال. الثورة السورية و مصيرها يثير تساؤلات حول مستقبل العمل الثقافي والسياسي في سوريا بعد هذا الحدث.
في الوقت الحالي، تتجه الأنظار إلى ترتيبات جنازة نعسان آغا ومكان إقامتها. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة إصدار العديد من الدراسات والتقييمات حول حياة وإنجازات هذا الوزير والكاتب والمفكر البارز. وسيبقى إرثه الفكري والأدبي حاضرًا في الأوساط الثقافية والسياسية السورية، وسيشكل مصدر إلهام للأجيال القادمة من المبدعين والمفكرين.
وتركز الأحاديث حاليًا على مستقبل المؤسسات المعارضة السورية التي كان نعسان آغا يمثل لها صوتًا بارزًا، وما إذا كان رحيله سيؤثر على مسارها.













