بدأت شركة سوني بيكتشرز في استكشاف إمكانية إنتاج فيلم مقتبس من عالم دمى “لابوبو” الشهيرة، بعد حصولها على حقوق تحويل هذه العلامة التجارية الصينية ذات الشعبية المتزايدة إلى عمل سينمائي طويل. تأتي هذه الخطوة في ظل الاهتمام المتزايد بتحويل الألعاب والدمى إلى أفلام ناجحة، مما يعكس رهانًا استراتيجيًا من الشركة على هذا النوع من المحتوى.
وفقًا لموقع هوليود ريبورتر، تم إبرام الاتفاقية هذا الأسبوع، لكن المشروع لا يزال في مرحلة ما قبل التطوير. لم يتم الكشف عن أي تفاصيل بشأن فريق العمل أو المخرج أو الكاتب حتى الآن، مما يؤكد أن المشروع في مراحله الأولية.
من هي “لابوبو” وما الذي يجعلها محط اهتمام؟
تعود جذور شخصية “لابوبو” إلى عام 2015، حيث صممها الفنان كاسينغ لونغ. ظهرت الدمية لأول مرة ضمن سلسلة “ذا مونسترز”، المستوحاة من الفولكلور الإسكندنافي، قبل أن تنتقل إلى شركة “بوب مارت” الصينية في عام 2019، والتي قادتها نحو الانتشار العالمي.
أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاح “لابوبو” هو نظام “الصناديق العمياء”، حيث يشتري العملاء علبًا محكمة الإغلاق دون معرفة أي دمية بداخلها، مما يخلق عنصر المفاجأة والإثارة. وعزز من هذه الظاهرة مشاركة العديد من المشاهير في الترويج لهذه الدمى.
“لابوبو” ظاهرة ثقافية وليست مجرد دمية
لم تعد “لابوبو” مجرد لعبة أو دمية، بل تحولت إلى ظاهرة ثقافية، خاصة بين هواة الجمع والمتحمسين. وقد ارتفعت أسعار بعض النسخ النادرة بشكل كبير في السوق السوداء، حيث وصلت إلى مبالغ مذهلة.
وتظهر الأرقام المالية لشركة “بوب مارت” مدى نجاح هذه العلامة التجارية. ففي عام 2024، حققت سلسلة “ذا مونسترز” إيرادات بلغت 430 مليون دولار، أي حوالي 23.3% من إجمالي دخل الشركة. وفي النصف الأول من عام 2025، ارتفعت الإيرادات إلى 670 مليون دولار، وتمثل 35% من إجمالي الإيرادات.
سوني تراهن على “أفلام الألعاب”
يأتي قرار سوني بالاستثمار في فيلم “لابوبو” في سياق اتجاه أوسع في هوليوود نحو تحويل الألعاب والعلامات التجارية الشهيرة إلى أفلام. وقد حققت العديد من هذه الأفلام نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مثل “ذا ليغو موفي” و”باربي”.
تستعد سوني أيضًا للتعاون مع “ماتال فيلمز” في فيلم مقتبس من لعبة “فيو-ماستر”، مما يؤكد استراتيجية الشركة لتوسيع نطاق “أفلام الألعاب”. هذه الخطوة تضع “لابوبو” ضمن مجموعة من المشاريع الواعدة التي تسعى سوني من خلالها إلى جذب جمهور واسع وتحقيق أرباح كبيرة.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان فيلم “لابوبو” سيتم إنتاجه باستخدام الرسوم المتحركة أو تقنية “لايف أكشن”. لم تقرر سوني بعد الشكل النهائي للفيلم، لكنها تعمل على استكشاف جميع الخيارات المتاحة لتقديم قصة شيقة وممتعة.
من المتوقع أن يستغرق تطوير فيلم “لابوبو” عدة سنوات، ومن الضروري أن تحافظ العلامة التجارية على شعبيتها الحالية خلال هذه الفترة. الخطوة التالية ستكون اختيار فريق العمل والبدء في كتابة السيناريو، مع الأخذ في الاعتبار النجاحات والإخفاقات السابقة في مجال “أفلام الألعاب”. سيراقب المتابعون عن كثب تطورات المشروع لمعرفة ما إذا كانت سوني ستتمكن من تحويل “لابوبو” إلى نجاح سينمائي جديد.












