بثت شبكة “سي بي إس نيوز” تقريرا يتضمن لقطات لعمليات إطلاق النار على الفلسطينيين في أثناء توزيع المساعدات في مواقع “مؤسسة غزة الإنسانية”.
ونقلت الشبكة عن شاهد عيان أخفت هويته أن إطلاق النار لا يتم فقط من قبل الجيش الإسرائيلي، بل يتم أيضا من قبل عناصر جرى توظيفهم من قبل مقاولين أميركيين لتأمين مواقع المؤسسة.
وذكرت “سي بي إس نيوز” أن “مؤسسة غزة الإنسانية” ردت على التقرير بأن متعاقديها لا يطلقون النار على المدنيين، وأنه لم يُقتل أحد بنيران الأسلحة في مواقع المؤسسة.
وقالت الشبكة إن الجيش الإسرائيلي رد -من جهته- على التقرير بقوله إنه لا يتعمد إطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين، وإنه يحقق في تقارير أفادت بإلحاق الضرر بالمدنيين الذين يقتربون من مواقع المؤسسة.
كما نقلت الشبكة عن متعاقد أميركي عمل سابقا في غزة أن الطلقات التي أطلقت من الجيش الإسرائيلي والمتعاقدين الأمنيين في مواقع توزيع المساعدات عشوائية، وليست تحذيرية، واستهدفت مدنيين.
وذكر الشاهد أنه تم تكليفه ذات مرة من قِبَل المتعاقدين الأمنيين بتنظيف بقايا بشرية وحيوانية مجاورة لأحد المواقع في أثناء العمل بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث منها.
وقالت الشبكة إن أكثر من 1800 فلسطيني لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، منهم ألف على الأقل بالقرب من مواقع “مؤسسة غزة الإنسانية”، وفقا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وذكرت أن متعاقدين أمنيين أميركيين سابقين تحدثوا -في مقابلات مع وكالات أنباء- عن مشاهدة إطلاق نار ضد حشود فلسطينية كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات.
EXCLUSIVE: The U.S. and Israeli-backed Gaza Humanitarian Foundation was established to replace the United Nations as the main distributor of aid. In late June, the U.S. State Department approved $30 million for the group, calling its work “absolutely incredible.”
But according… pic.twitter.com/odDtGuqWqw
— CBS Evening News (@CBSEveningNews) August 21, 2025
مصايد الموت
وتؤكد مؤسسات فلسطينية ودولية أن مواقع “مؤسسة غزة الإنسانية” باتت مصايد للموت، إذ قالت فرانشيسكا ألبانيزي المقررة الأممية المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة إن ما تعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” مصمّمَة لتكون فخا للقتل ووصفتها بالأكثر سادية.
بدورها، وصفت منظمة العفو الدولية نظام المساعدات العسكري بالقاتل، استنادا لروايات السكان في قطاع غزة.
وكشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس عن أن المتعاقدين الأميركيين الذين يحرسون مواقع توزيع المساعدات يستخدمون الذخيرة الحية وقنابل الصوت ضد الفلسطينيين المجوّعين.
ودفع هذا الوضع 171 منظمة إغاثة دولية للمطالبة بإغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية”، الممولة أميركيا وإسرائيليا فورا، لأنها تعرّض المدنيين لخطر الموت والإصابة.
تحذير
من جهتها، حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة، يوم الأربعاء، من نظام جديد أطلقته ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” تجمع بواسطته معلومات عن الفلسطينيين وصورهم الشخصية، مبينةً أن إسرائيل تهدف من ذلك إلى “إحلال منظومة أمنية استخبارية”.
ودعت الوزارة -في بيان- الفلسطينيين بغزة إلى عدم الاستجابة لأي طلبات لتقديم بيانات شخصية أو صور تطلبها “مؤسسة غزة الإنسانية” التي يشرف الاحتلال الإسرائيلي على عملها تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المجوعين.
وقالت إن “ما يسمى النظام الجديد الذي أطلقته (هذه) المؤسسة الأميركية، والذي يتطلب من المواطنين تقديم بيانات وصور شخصية، يراد من خلاله تجاوز المنظومة المعتمدة لتقديم المساعدات من خلال المؤسسات الدولية المعهودة، وفي مقدمتها وكالة الأونروا”.
وقد بدأت إسرائيل منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما تعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة.
ومنذ بدء عمل هذه الآلية وحتى الأربعاء الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي 1996 فلسطينيا وأصاب 14 ألفا و898 آخرين جلهم في محيط مراكز التوزيع الأميركية، ضمن سياسة “هندسة التجويع”، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي أكثر من مرة.