قضى حراس مرمى فريق لانس، المتصدر الحالي للدوري الفرنسي لكرة القدم، يوماً كاملاً في التدريب مع قوات الدرك الوطني في مدينة أراس شمال فرنسا. تهدف هذه المبادرة غير التقليدية إلى تعزيز قدرة حراس المرمى على التعامل مع الضغوط النفسية والجسدية، وتهدف إلى تطوير مهاراتهم في التركيز واتخاذ القرارات السريعة في المواقف الصعبة، وهي مهارات ضرورية في كل من كرة القدم والعمل الشرطي.
الهدف المعلن من هذا التعاون هو إخراج حراس المرمى من بيئتهم المعتادة وتعريضهم لتحديات مختلفة تماماً عن تلك التي يواجهونها في الملعب. وقد صرح مسؤولون في نادي لانس بأن هذه التجربة تهدف إلى بناء روح الفريق وتعزيز الثقة بالنفس لدى اللاعبين، بالإضافة إلى إظهار التقدير لعمل قوات الدرك الوطني.
تطوير مهارات حراس المرمى من خلال التدريب مع الدرك
بدأت الفكرة، التي دبرها النادي بشكل سري، كطريقة مبتكرة لإعداد حراس المرمى للمواسم القادمة. وقد سمح مدرب حراس المرمى في النادي، سيدريك بيرثيلين، بإيهام اللاعبين بأنهم سيشاركون في يوم لعب البادل، قبل الكشف عن الخطة الحقيقية. شارك في التدريب كل من روبن ريسر، وريجيس جورتنر، وإيلان جوردران، وآدم ديلبلاس.
تمارين عملية لتعزيز القدرة على التعامل مع الضغوط
تضمن التدريب خمسة تمارين مختلفة صممت خصيصاً لتقييم قدرة حراس المرمى على ضبط النفس وإدارة الضغوط. أكدت قائدة سرب سرية الدرك في أراس، ليز مارجينست، أن التمارين تهدف إلى دفع اللاعبين بلطف للخروج من مناطق الراحة الخاصة بهم. ومن بين هذه التمارين، واجه روبن ريسر، وهو يرتدي قناعاً، سيناريو يتطلب منه التعامل مع موقف صعب تحت ضغط الوقت.
أما آدم ديلبلاس، فقد اضطر إلى التعامل مع شخص مقاوم في الظلام، مما تطلب منه استخدام القوة لفتح الباب. وصف ديلبلاس التجربة بأنها “جديدة تماماً” وأشار إلى أنها ساعدته على تطوير قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة في المواقف الصعبة.
وفقاً لفينسنت هودارت، نائب رئيس فصيلة المراقبة والتدخل التابعة لقوات الدرك، فإن حارس المرمى يشبه إلى حد كبير ضباط الشرطة في استجابته للأحداث غير المتوقعة. وأضاف أن كلا الدورين يتطلبان القدرة على التعامل مع الضغوط، والاعتماد على الفريق، والتكيف مع حالة عدم اليقين.
أهمية التعاون بين الرياضة وقوات الأمن
هذا التعاون ليس الأول من نوعه بين نادي لانس وقوات الدرك، حيث نفذ النادي العديد من المبادرات المشابهة مع فرق الشباب. يهدف هذا التعاون إلى تعزيز العلاقة بين النادي والمجتمع المحلي، وإظهار التقدير لعمل قوات الأمن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد هذا التعاون في تطوير مهارات اللاعبين الشباب وتعزيز قيم المواطنة الصالحة.
أشار اللاعبون إلى أنهم تعلموا الكثير من خلال هذه التجربة، وأنها ساعدتهم على فهم أهمية العمل الجماعي والانضباط. كما أعربوا عن تقديرهم لعمل قوات الدرك، وأكدوا أنهم سيستفيدون من هذه التجربة في حياتهم المهنية والشخصية.
من المتوقع أن يستمر نادي لانس في التعاون مع قوات الدرك في المستقبل، وأن يتم تطوير المزيد من المبادرات المشابهة. وسيراقب المسؤولون في النادي عن كثب تأثير هذه المبادرات على أداء اللاعبين وروح الفريق. كما سيتم تقييم إمكانية تطبيق هذه المبادرات على فرق رياضية أخرى في فرنسا.
Petite séquence avec Robin Risser comme vous ne l’avez jamais vu 🔴🟡 pic.twitter.com/JuckI9IqL8
— Samuel Cogez (@SamuelCogez) December 10, 2025













