بقلم: يورو نيوز
نشرت في
وكشفت بيانات رسمية صادرة عن الميناء عن تراجع حاد في حركة تصدير المركبات إلى السوق الأميركية خلال النصف الأول من عام 2025، إذ انخفضت صادرات السيارات الجديدة والشاحنات الصغيرة بنسبة 15.9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مع بدء التراجع الحاد اعتبارًا من مايو، أي بعد شهر من إعلان ترامب ما وصفه بـ”يوم التحرير” وبدء تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة.
أما صادرات الشاحنات والمعدات الثقيلة، بما في ذلك الجرارات والمركبات الإنشائية، فقد سجلت انخفاضًا أعمق بنسبة 31.5%، في ظل توقعات بأن تؤدي الرسوم البالغة 25% إلى رفع تكلفة بعض هذه الآليات، التي يتجاوز سعرها 100 ألف دولار، بشكل كبير في السوق الأميركية.
وأوضح الميناء في بيانه أن “التوقعات للنصف الثاني من العام ما تزال ضبابية، وسيعتمد الكثير على نتائج المفاوضات التجارية الجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تُحسم بحلول الأول من أغسطس”.
وكانت شركات السيارات الأوروبية، مثل فولكس فاغن وفولفو، تراهن على التوصل إلى اتفاق تجاري قبل انتهاء المهلة التي حدّدها ترامب، لكن المفاوضات لم تُسفر بعد عن نتائج ملموسة. وبموجب الرسوم الجديدة، ارتفعت كلفة تصدير السيارات الأوروبية إلى الولايات المتحدة من 2.5% إلى 27.5%، ما ألقى بظلاله على الأسعار النهائية للمستهلك الأميركي، خصوصًا في قطاع السيارات العائلية.
وفي هذا السياق، قال جاستن أتكين، ممثل ميناء أنتويرب-بروج في بريطانيا وإيرلندا، إن تأثير الرسوم الأميركية كان أشبه بـ”صدمة فورية” مقارنة بتحديات سابقة كالبريكست وجائحة كورونا. وأضاف: “في الجائحة، اعتاد الناس على التغيّرات المتدرجة… أما الآن، فلم يتوقع أحد هذا المستوى من الإجراءات الفورية والشديدة”.
ورغم عدم تقديم الميناء لأرقام دقيقة حول عدد المركبات المتكدسة، إلا أنه أكد أن الأعداد تُقدّر بالآلاف. كما أشار أتكين إلى تزايد وتيرة تكديس السيارات الصينية داخل الميناء، في مؤشر محتمل على إعادة توجيه خطوط الإمداد بعيدًا عن الولايات المتحدة، بسبب القيود الجمركية المتبادلة.
من جهة أخرى، تواجه حركة الشحن في الميناء اضطرابات إضافية ناجمة عن تحوّل مسارات السفن بسبب الصراع في البحر الأحمر، فضلًا عن زيادة حجم السفن التجارية، ما أدى إلى تمديد فترة مكوث الحاويات داخل الميناء من خمسة إلى ثمانية أيام.
ويُذكر أن الولايات المتحدة تُعد ثاني أكبر شريك تجاري لميناء أنتويرب-بروج بعد المملكة المتحدة. وفي المقابل، سجّلت واردات الميناء من الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 17% خلال النصف الأول من العام، مدفوعة بزيادة ملحوظة في شحنات الغاز الطبيعي المسال، وسط مساعٍ أميركية لتسريع التصدير قبل احتمال فرض الاتحاد الأوروبي لرسوم انتقامية في حال تصاعد التوترات التجارية بين الجانبين.