بقلم: يورونيوز
نشرت في
ميسون، التي غادرت غزة العام الماضي مع أطفالها الأربعة إلى مصر هربًا من القصف الإسرائيلي، وجدت نفسها في مواجهة واقع لا يقل قسوة. في مصر، لم يُسمح لأطفالها الالتحاق بالمدارس، فيما كان القلق والغموض يلفان حياتها اليومية.
أما زوجها، وهو طبيب، فاضطر للبقاء في غزة، لتبدأ منذ ذلك الحين رحلة التشتّت التي عاشتها الأسرة.
في وقت لاحق، نجحت ميسون في الوصول إلى آيسلندا برفقة ابنها الأصغر، البالغ من العمر ست سنوات، حيث حصلت على الحماية القانونية. ومع بداية شهر آذار/مارس، أُبلغت بالموافقة على لمّ شمل أطفالها الثلاثة الآخرين، بموجب القوانين الآيسلندية المعنية بالعائلات اللاجئة.
أوفدت وزارة الشؤون الخارجية الآيسلندية فريقًا لاستلام الأطفال، حيث تمت إعادتهم بسلام إلى والدتهم، بعد أشهر من الانتظار الثقيل.
بعد اللقاء، عبّرت ميسون عن فرحتها العميقة بعودة أطفالها، لكنها لم تُخفِ قلقها على زوجها الذي لا يزال عالقًا في غزة ويواجه الخطر يوميًا. كما أبدت امتنانها للحكومة الآيسلندية التي ساعدت في لمّ شملها بأطفالها.
قصة ميسون قديح ليست استثناءً، بل واحدة من آلاف القصص التي تتقاطع فيها الحرب مع تفاصيل الحياة اليومية لعائلات مزقت شملها الحدود والقصف المتواصل.
وخلف هذه القصة الفردية تتسع المأساة، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن غزة تقف على حافة المجاعة، في ظل انهيار شبه تام للبنية التحتية ونزوح ما يقارب 90% من السكان.
أما منظمة اليونيسف، فأكدت مقتل وإصابة أكثر من خمسين ألف طفل في القطاع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، في ظل حرب وصفتها بـ”الوحشية”، وأشارت إلى سلسلة انتهاكات جسيمة تشمل الحصار والتجويع، والنزوح القسري، وتدمير المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الأساسية.