وكانت الهند قد اتخذت إجراءات صارمة ردا على الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 26 سائحا، معظمهم من الهندوس، في منتجع باهالغام في 22 أبريل/نيسان، منها إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الباكستانية، في حين ردت إسلام آباد بمنع عبور الطائرات الهندية، وتعليق التبادل التجاري، وإيقاف إصدار تأشيرات خاصة للمواطنين الهنود، لكنها أبقت مجالها الجوي مفتوحا أمام شركات الطيران الدولية.
وأعلنت مجموعة لوفتهانزا في بيان اطلعت وكالة رويترز على نسخة منه، أنها “تتجنب المجال الجوي الباكستاني حتى إشعار آخر”، على الرغم من أن ذلك سيؤدي إلى إطالة أوقات الرحلات على بعض المسارات المتجهة إلى آسيا، وأضافت أنها تراقب التطورات.
وأظهرت بيانات موقع “Flightradar24″ لتتبع الرحلات الجوية، أن بعض رحلات الخطوط الجوية البريطانية و”سويس إنترناشيونال” و”طيران الإمارات” قامت بتعديل مساراتها شمالا نحو دلهي بعد عبورها فوق بحر العرب، لتجنب الأجواء الباكستانية.
ولم تستجب الخطوط الجوية البريطانية وطيران الإمارات على طلبات التعليق.
من جهتها، أوضحت شركة “إير فرانس” في بيان، أنها قررت “تعليق التحليق فوق باكستان حتى إشعار آخر”، بسبب “التطورات الأخيرة بين الهند وباكستان”، مشيرة إلى تعديلات في جدول رحلاتها ومساراتها نحو وجهات مثل دلهي وبانكوك وهو تشي منه، ما سيؤدي إلى زيادة في أوقات الطيران.
وبحسب بيانات Flightradar24، فإن رحلة لوفتهانزا رقم LH760 بين فرانكفورت ونيو دلهي استغرقت قرابة ساعة إضافية يوم الأحد بسبب اتخاذ مسار أطول.
وتتجاوز تداعيات هذه القرارات مجرد زيادة مسافات الرحلات وتكاليف الوقود، إذ تهدد بتقليص إيرادات باكستان من رسوم عبور الأجواء، والتي قد تصل إلى مئات الدولارات لكل رحلة، حسب وزن الطائرة والمسافة المغطاة.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحاق دار، أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد مع الهند، مشددا على أن إسلام آباد تتصرف وفق مبدأ المعاملة بالمثل.
وقال دار، إن باكستان أبلغت مسؤولين دوليين بأنها تمارس أقصى درجات ضبط النفس، وأنها لن تقدم على أي خطوات تصعيدية ضد نيودلهي.
وأضاف في الوقت نفسه أن بلاده لن تتنازل عن أي شبر من مياهها، ولن تكون الطرف البادئ بأي تصعيد. وحذر من أن أي “تصرف عدائي” من الجانب الهندي سيقابل برد دفاعي “لحماية السيادة وسلامة الأراضي الباكستانية”، وفق تعبيره.