رصدت صحف عالمية التناقض الحاد بين المشهدين في غزة وإسرائيل مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ففي حين شهد القطاع احتفالات شعبية واسعة، بدت الساحة السياسية الإسرائيلية منقسمة بشدة حول الاتفاق وتداعياته.
ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مشاهد احتفالية من غزة، حيث خرجت حشود من المواطنين للاحتفال بوقف إطلاق النار، موزعين الحلوى ورافعين لافتات النصر مع إطلاق الألعاب النارية.
وتنوعت الشعارات بين الدعوة للوحدة من أجل إعادة الإعمار والاحتفاء بما وصفوه بانتصار حماس، رغم استمرار الغارات الإسرائيلية حتى لحظات سريان الاتفاق.
وفي المقابل، كشفت الصحافة الإسرائيلية عن حدة الانقسام داخل الحكومة، فقد نقلت صحيفة “معاريف” عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أنه عرض على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة بديلة مؤقتة مع اليسار مقابل إنهاء الحرب، لكن معارضة الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة حالت دون ذلك خشية الذهاب لانتخابات مبكرة.
قلق متصاعد
وعلى الصعيد الإنساني، أبرزت صحيفة “لوتان” السويسرية القلق المتصاعد لدى عائلات الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة، محذرة من هشاشة الهدنة في ظل الانقسامات السياسية الإسرائيلية التي تجلّت في تأخر المصادقة على الاتفاق واستقالة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام مخاوفه من تصاعد حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل وتهديد ملاحقة جنودها قضائيا، معلنا عن تشريع أميركي مرتقب لمعاقبة الدول المتعاونة مع المحكمة الجنائية الدولية.
أما صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، فقد ركزت على البعد الإقليمي للأزمة، مشيرة إلى استعداد الحوثيين للرد على أي هجوم خلال هدنة غزة، في ظل تصاعد التوتر في البحر الأحمر وتشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات بقيادة أميركية.