أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي تصنيف النموذج الأول لطائرة الكونكورد 001، الأسرع من الصوت، ضمن قائمة الآثار التاريخية.
وذكرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية أن وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي كتبت على صفحتها بمنصة إكس (تويتر سابقا) اليوم أن هذه الطائرة “جسدت القوة الصناعية والقدرة على الابتكار في فرنسا في مجال الطيران”.
وأضافت أن الكونكورد كمشروع صناعي كبير كانت دائما رمزا لقدرة فرنسا على ترسيخ أواصر التعاون الدولي.
وأضافت داتي أن الكونكورد ستبقى خالدة في ذاكرة الجميع، وستبقى بالنسبة للأجيال القادمة دليلا على الخبرة الفرنسية في مجال الطيران ضمن رؤى مستقبلية.
وتضيف لوباريزيان أن سرعة الكونكورد كانت تبلغ عند التحليق 2.02 ماخ، (أي نحو 2172 كم/س)، وذلك على ارتفاع يتراوح بين 16 ألف و18 ألف قدم، وكانت مزودة بمحركات نفاثة مع خاصية الاحتراق اللاحق، وهي تقنية تُستخدم عادة في الطائرات الحربية.
كما كانت تتوفر على نظام قيادة طيران كهربائي شبيه بما هو موجود في الطائرات الحديثة، إلى جانب طيار آلي ونظام مكابح خاص.
وتتابع لوباريزيان أن أول اختبار لطائرة الكونكورد 001 تم فوق مدينة تولوز الفرنسية في 2 مارس/آذار 1969، وهو حدث جذب إليه أكثر من 400 صحفي من أنحاء العالم، بالإضافة إلى أكثر من ألف مشاهد.
والكونكورد في الأصل هي مشروع بريطاني فرنسي مشترك في مجال الملاحة الجوية التجارية.
وقد حلقت الطائرة أكثر من ربع قرن بسرعة ساوت وفاقت أحيانا ضعف سرعة الصوت، وتوقفت عن الخدمة عام 2003 بسبب ارتفاع تكاليفها وتراجع الطلب عليها، إلى جانب مشاكل تقنية تسببت في حوادث متعددة.

اقترح مهندسون فرنسيون فكرة الكونكورد عام 1957، ثم وقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقا عام 1962 لتنفيذ المشروع. ودخلت الطائرة الخدمة رسميا يوم 21 يناير/كانون الثاني 1976 بعد أعوام من عمليات التطوير من جانب الحكومتين الفرنسية والبريطانية.
وقد سبق أن عانى هذا المشروع من عدة مشاكل تقنية هددت بإيقافه عدة مرات، غير أن المهندسين كانوا يسارعون إلى اقتراح حلول في ظل عدم وجود قرار حاسم بوضع نقطة نهاية لهذا المشروع الطموح الذي لم يحقق النجاح الذي كان مأمولا منه.
وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2003 اتخذ قرار نهائي بإيقاف مشروع الكونكورد بعد تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية كانت متجهة إلى نيويورك بعد إقلاعها من مطار شارل ديغول يوم 25 يوليو/تموز من نفس العام، ما أسفر عن وفاة جميع ركابها الـ109.