في نيسان/أبريل الماضي، هزّ هجوم مميت منطقة باهالغام في الشطر الهندي من كشمير، وأسفر عن مقتل 26 مدنيًا. وعلى وقع تبادل الاتهامات بين نيودلهي وإسلام أباد، أعادت هذه الحادثة إشعال فتيل التوتر بين القوتين النوويتين.
وفي حين شدّدت القوات الأمنية قبضتها على المعابر والحدود، بدأ مربّو الحمام في القرى الأمامية ينظرون إلى السماء، حيث تتقاطع مسارات الطيور مع خطوط النار. وفي بعض القرى القريبة من خط الهدنة، مثل بانغالي، أصبحت مراقبة الطيور جزءًا من الروتين اليومي.
تاريخيًا، شكّلت الهواية القديمة التي تُعرف باسم “كابوتار بازي”، فنًا متوارثًا من العصور المغولية والبريطانية، حين كان النبلاء والملوك يُنفقون على تدريب الطيور ويخوضون بها مسابقات شغوفة.
إلاّ أن “كابوتار بازي” لم تعد مجرد رياضة تقليدية لتدريب الحمام على الطيران في تشكيلات معينة والعودة إلى نقاط انطلاقها، بل أصبحت في بعض الأوساط أداة مراقبة. فكل حمامة طليقة تُعتبر احتمالًا يجب التحقق منه: هل هي بريئة؟
“حرب الحمام”
يقول مربّو الحمام إن بعض هذه الطيور قد تُباع بمئات الدولارات، ما يجعلها هدفًا للرصد وحتى للاصطياد عبر الحدود. ومع غياب اللقاءات المباشرة بين الهواة من الجانبين بسبب الأوضاع السياسية، يستمر التنافس بصمت، عبر السماء، وبين أسراب الحمام.
وفي بعض الأحيان، تتحوّل هذه المنافسة إلى ما يشبه “حربًا هوائية”، يُحاول فيها كل طرف جذب طيور الآخر أو استعادتها.
وسبق أن احتجزت الشرطة الهندية عام 2020 حمامة كانت تحمل خاتمًا محفورًا عليه عبارات باللغة الأردية، قبل أن تُفرج عنها لغياب الأدلة.
ومع ذلك، تبقى الشكوك حاضرة، خصوصًا في ظل الأوضاع الحالية، فإنّ أي طائر يخطئ المسار قد يُنظر إليه كجاسوس محتمَل.