عبر المشاركون عن شكرهم لحاكم الشارقة
بيت الشعر يختتم ورشة الإلقاء ومسرحة القصيدة
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
في إطار نشاطاته النوعية التي تفتح بابها لعشاق الشعر دورياً، اختتم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة مساء الخميس 17 أبريل 2025، فعاليات ورشة “الإلقاء ومسرحة القصيدة”، التي قدمها المسرحي المصري الفنان خالد عبد السلام، نائب مدير المسرح القومي بالقاهرة، وشهدت حضوراً لافتاً من مختلف الفئات والأعمار، منهم شعراء ونقاد وأكاديميون وباحثون، فضلاً عن جمهور كبير من المهتمين.
وقد تمحورت بشكل خاص حول فنون الخطابة وإلقاء الشعر وتعزيز القدرات الشعرية اللغوية.
واستهلت أول دروس الورشة التي امتدت لأربعة أيام، بتعليم مفاهيم الإلقاء ومبادئه، حيث أكد خالد عبد السلام أهميته في تعزيز التواصل بين الشاعر وجمهوره، كما تطرق إلى مبادئ نطق اللغة ومخارج الحروف، وكيفية التفاعل مع النص أثناء قراءته على المسرح، مع تقديم أمثلة ودروس عملية في تحسين هذه المهارات. وقد تميزت بأساليب تدريبية لتعليم المشاركين كيفية نطق الكلمات بشكل صحيح وإيصال معناها وحمولتها الشعورية إلى المتلقّي، ما أسهم في تعزيز فهم المشاركين لأهمية الأداء الصوتي في الشعر.
وتميزت الأجواء بتفاعل حيوي بين الحضور الذين شاركوا بكثافة وأولوا تركيزاً كبيراً للنهل من دروسها ومعلوماتها، إذ فتحت المجال لتبادل الخبرات بين المدرب والباحثين والشعراء، عبر طرح الأسئلة والأفكار والنصائح من أجل الوصول إلى أداء شعري مثالي. وكانت مجمل تلك النقاشات مثمرة ومفيدة، وأضفت بعداً فكرياً على هذه الفعالية.
كما استعرض المدرب والحاضرون أمثلة حية وتطبيقية، راوحت بين آيات بيّنات من القرآن الكريم لما فيها من إعجاز لغوي وأحكام قرائية، وقصائد من عيون الشعر العربي أدرجت ضمن تعليم مسرحة القصيدة، وطرائق تجسيد المعاني والمشاعر ، عبر الأداء اللغوي والنفسي للشاعر. وقد أظهر المشاركون إبداعاً كبيراً في تطبيق ما تعلموه فيها، حيث ألقوا قصائدهم بأسلوب جديد ومبتكر، ما جعل هذه التجربة أكثر تفاعلية وإلهاماً.
والجدير بالذكر أن هذه الورشة جزء من الجهود المستمرة التي يقدمها بيت الشعر بالشارقة من أجل تعزيز الثقافة الشعرية في المنطقة. الذي دأب على إقامة ورش شعرية تعليمية تعنى بالعروض ومختلف الأدوات والمفاهيم الشعرية، ومن ضمنها هذه الورشة التي كان لها أثر كبير في الإضاءة على أهمية الإلقاء، بوصفه وسيلة أساسية لإيصال المشاعر والأفكار المخبوءة في ثنايا النصوص، ما يسهم بشكل مباشر في تطوير الفنون الأدبية في العالم العربي.
وفي ختام فعاليات الورشة، كرم مدير بيت الشعر محمد عبدالله البريكي المشاركين الذين أعربوا عن شكرهم لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعايته للثقافة وإنشائه مشروع بيت الشعر الذي كان وما يزال له أثر كبير في دعم الساحة الشعرية العربية وفتح أفق لتعزيز مكانة القصيدة سواء عبر الفعاليات المختلفة أو عبر مجلة القوافي. وأكدوا أهمية مثل هذه الورش في تعزيز المهارات وإثراء التجارب، وفي دعم الشعراء والمبدعين، وتوفير منصة تواصلية لهم. ما يسهم في إثراء المشهد الثقافي والفني ويعزز دور الشارقة كمنارة للإبداع والثقافة.