:
افتتحت دار الآثار الإسلامية الكويتية معرضًا فنيًا هامًا في مدينة كوانزو الصينية، يعرض 133 قطعة أثرية من مجموعة الصباح الآثارية. يأتي هذا المعرض ضمن فعاليات الاحتفاء بالكويت كعاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، ويُعدّ خطوةً بارزةً في تعزيز التبادل الثقافي بين الكويت والصين. وقد حظي الافتتاح بحضور رسمي وتقدير كبير من الجانب الصيني.
أقيم حفل الافتتاح في متحف غوانغدونغ، وشهد مشاركة الدكتور محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ممثلًا عن وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري. كما حضر القنصل العام للكويت في كوانزو، عبدالله التركي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الصينيين المهتمين بالتراث والثقافة.
أهمية عرض مجموعة الصباح الآثارية في الصين
يعتبر هذا المعرض فرصة استثنائية لعرض ثراء التراث الكويتي والعربي أمام الجمهور الصيني. تضم مجموعة الصباح الآثارية قطعًا فنية تعود إلى حقب زمنية ممتدة، بدءًا من الألفية الثالثة قبل الميلاد وحتى ما قبل القرن السابع الميلادي. هذا التنوع الزمني والجغرافي يعكس أهمية الكويت كمركز حضاري وتجاري عبر التاريخ.
نظرة على القطع المعروضة
تنوعت المواد والتقنيات المستخدمة في القطع الأثرية المعروضة، مما يدل على مهارة الحرفيين والفنانين في تلك العصور. شملت المعروضات حليًا فاخرة، وأواني مزخرفة، وتماثيل رائعة، بالإضافة إلى قطع فنية مصنوعة من الذهب والفضة والمرصعة بالأحجار الكريمة. هذه القطع تعكس جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية في الحضارات التي ازدهرت في المنطقة.
من بين القطع التي لاقت استحسانًا خاصًا من الزوار، تمثال الماعز البرونزي الذي يعود إلى حضارة بلاد الرافدين. يُعزى هذا الاهتمام إلى الرمزية الدينية والثقافية للماعز في تلك الحضارة، بالإضافة إلى حجم التمثال الكبير وجودة صنعه. القطعة تعكس أيضًا العلاقات التجارية والثقافية التي كانت تربط بين الكويت والمنطقة المحيطة بها في الماضي.
تأتي هذه الخطوة في إطار سعي الكويت لتعزيز مكانتها الثقافية على الساحة الدولية، خاصةً مع استعدادها لاستضافة فعاليات عاصمة الثقافة والإعلام العربي في عام 2025. يهدف المعرض إلى إبراز الدور الريادي للكويت في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الحوار بين الحضارات.
أشاد الدكتور محمد الجسار بالدور الذي تلعبه دار الآثار الإسلامية في إبراز الثقافة الكويتية والعربية. وأكد أن المعرض يجسد حضور الكويت الثقافي العالمي، ويعكس مسؤوليتها كعاصمة للثقافة والإعلام العربي. كما ثمن الجسار رؤية الشيخة حصة صباح السالم في مواصلة مسيرة الدار، والتي بدأها الشيخ ناصر صباح الأحمد.
تعتبر دار الآثار الإسلامية مؤسسة ثقافية رائدة في الكويت، تأسست على رؤية جمع وحماية التراث الإسلامي من مختلف أنحاء العالم. تضم الدار مجموعة الصباح الآثارية، وهي واحدة من أهم المجموعات الأثرية الخاصة في العالم، وتضم آلاف القطع الفنية التي تعود إلى عصور مختلفة. تساهم الدار بشكل كبير في البحث العلمي والتعليم الثقافي في الكويت والمنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا التعاون الثقافي بين الكويت والصين عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. تولي الكويت أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات، بما في ذلك الثقافة والفنون. ويأتي هذا المعرض كجزء من هذه الجهود الرامية إلى بناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعبين.
من المتوقع أن يستمر المعرض في متحف غوانغدونغ لعدة أسابيع، وسيتاح للجمهور الصيني فرصة التعرف على ثراء التراث الكويتي والعربي. تعتبر هذه الخطوة بمثابة مقدمة لفعاليات أوسع نطاقًا ستنظمها الكويت بمناسبة اختيارها كعاصمة للثقافة والإعلام العربي في عام 2025.
في المستقبل القريب، من المقرر أن يعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عن تفاصيل برنامج فعاليات عاصمة الثقافة والإعلام العربي، والذي يتضمن العديد من الأنشطة الثقافية والفنية والإعلامية. من بين الأمور التي يجب متابعتها، تحديد موعد ومكان إقامة الفعاليات الرئيسية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لجذب المشاركة الإقليمية والدولية. كما يترقب المراقبون تقييم أثر هذه الفعاليات على تعزيز الصورة الثقافية للكويت على الساحة العالمية.












