بقلم: يورونيوز
نشرت في
حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن كوكب الأرض يسير نحو ارتفاع خطير في درجات الحرارة قد يصل إلى 2,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما يتجاوز بوضوح أهداف اتفاقية باريس ويهدد بعواقب مناخية خطيرة.
يأتي هذا التحذير قبل يومين من وصول زعماء العالم إلى مدينية بيليم البرازيلية لحضور مؤتمر “كوب30″، لمناقشة مسار الأزمة المناخية العالمية التي تتفاقم عامًا بعد عام.
غوتيريش: “مهمتنا بسيطة ولكنها ليست سهلة”
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر في رسالة مصوّرة من أن الوقت ينفد، قائلاً إن “مهمتنا بسيطة لكنها ليست سهلة: أن نضمن أن يكون أي تجاوز بأقل شدة ممكنة ولأقصر فترة ممكنة”.
وأضاف أن بلوغ “صفر انبعاثات صافية” بحلول عام 2050 هو السبيل الوحيد للإبقاء على أمل حصر ارتفاع الحرارة عند 1,5 درجة مئوية بنهاية القرن. وكان غوتيريش قد أقرّ سابقًا بأن هدف 1,5 درجة “على شفير الانهيار”، معترفًا بأن العالم يسير نحو تجاوز هذا الحد خلال السنوات المقبلة.
احترار يتجاوز الحدود
وفق التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن حرارة الكوكب مرشحة للارتفاع بين 2,3 و2,5 درجة مئوية خلال هذا القرن حتى في حال تنفيذ جميع الدول لتعهداتها المناخية الحالية.
هذه الأرقام تفوق بكثير هدف اتفاقية باريس المتمثل في إبقاء الاحترار “دون درجتين مئويتين” والسعي إلى الحد منه عند 1,5 درجة مئوية، وهو هدف بات شبه مستحيل تحقيقه وفق المؤشرات الحالية.
انبعاثات متزايدة رغم التحذيرات
يُظهر التقرير أن انبعاثات غازات الدفيئة ارتفعت بنسبة 2,3% عام 2024 نتيجة الاعتماد المتواصل على النفط والغاز والفحم.
وتأتي الهند في الصدارة من حيث حجم الزيادة المطلقة، تليها الصين وروسيا وإندونيسيا، بينما واصل الاتحاد الأوروبي خفض انبعاثاته وسجلت الولايات المتحدة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0,1%.
ورغم أن توقعات الاحترار تحسنت بمقدار 0,3 درجة مئوية مقارنة بالعام الماضي، إلا أن ذلك يعود جزئيًا إلى تعديل المنهج الحسابي وإلى احتساب تعهدات أميركية تعود إلى إدارة الرئيس جو بايدن ولم يعد من الممكن الاعتماد عليها اليوم.
نسبة الانخفاض المتوقعة
في تقرير آخر نُشر الأسبوع الماضي، قدّرت الأمم المتحدة نسبة الانخفاض المتوقعة في الانبعاثات بـ10% في العقد المقبل مقارنة بعام 2019، بدلا من نسبة 60% اللازمة، رغم الصعوبة في تحديد أثر الخطط المناخية الوطنية بسبب نقص البيانات. لكن في كل الحالات، نتيجة واحدة باتت واضحة، وهي أن الهدف المحدد في اتفاقية باريس لا يزال بعيد المنال.
تجاوز مؤقت… وحلول غير كافية
تدرس الأمم المتحدة حاليًا سيناريو يقبل بتجاوز مؤقت لحد 1,5 درجة مئوية، شرط أن يُعكس هذا الارتفاع لاحقًا بخفض جذري للانبعاثات وامتصاص كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، سواء عبر الغابات أو بتقنيات احتجاز الكربون الصناعية. لكن العلماء يحذرون من أن هذه التقنيات لا تزال محدودة، وأن كل جزء من الدرجة الإضافية يعني مزيدًا من الأعاصير وموجات الحر وتراجع فرص بقاء الشعاب المرجانية.













