سلطت حلقة (2025/3/18) من برنامج “تأملات” الضوء على الشاعر عمر بهاء الدين الأميري، الذي لقب “شاعر الإنسانية المؤمنة”، وتفرد بتقديمه النثري لقصائده.
ولد الشاعر الأميري في حلب الشهباء بسوريا عام 1914، ونظم ديوانه الشعري الأول وهو ابن 9 سنين وأحرقه وهو ابن 12 سنة، ورغم أن الناس لم تقرأ الديوان، فإنه يعد دليلا على موهبة ابن حلب.
تحلى الشاعر بصفات ظهرت في شعره، منها الإباء والشمم وحب الجمال والذوق الرفيع والبر والوفاء، وغيرته على دينه وأمته.
أطلق عليه قنصل ألمانيا في حلب اسم “شاعر الإنسانية المؤمنة”، حيث كتب له إهداء جاء فيه “إلى الإنسان المؤمن الذي استطاع أن يعبر في هذا الزمن المادي عن مشاعر الإنسانية المؤمنة بأسلوب غير محلي وبطريقة إنسانية عامة”.
وتفرد الشاعر الأميري بتقديمه النثري لكثير من قصائده، ويقول الدكتور جابر قميحة “إذا أصر دعاة قصيدة النثر على ادعائهم، فإن مقدمات عمر بهاء الدين لقصائده هي المثال الحي لقصيدة النثر”.
ويقول ابنه أحمد البراء في مقدمة كتابه “الأميريات” الذي جمع فيه روائع شعر والده “كنت أقول لوالدي رحمه الله، لا تنشر كل ما تنظم من الشعر بل انتخب أجوده، ولك في بعض عمالقة الشعراء أسوة. فيجيب: أحب أن يعرفني الناس كما أنا ولا أحب أن أزوّر لهم نفسي”.
وبقي الشاعر الأميري مجاهدا بقلمه حتى أتاه اليقين في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض ونقل إلى المدينة المنورة وفيها دفن بالبقيع.
ترك بعد رحيله عشرات الدواوين من أشهرها، ” مع الله” و”ألوان طيف”.
ومن أشعار بهاء الدين الأميري:
يا قلب هل خلت الأكوان من طرب.. أم هل عقدت مع الأحزان ميثاقا
يرنو طموحي إلى مجد، تناوُلُه.. صعب على غير أمر الله إطلاقا
ويستثير هوى نفسي الجمال وقد.. خلقت للحسن أنّى كان ذواقا
ومن تأجج في أعراقه دمه.. يظل في لهب الآمال تواقا
نفسي تثور على نفسي وتسألني.. هدى يفوق سجايا الناس أخلاقا
ألا تجليتَ يا ربي عليّ بما.. يزيل همي ويحبو الروح إشراقا!