أطلقت روسيا هجمات واسعة النطاق بطائرات مسيّرة على عدة مناطق في أوكرانيا ليلة السبت–الأحد، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وأضرار في البنية التحتية. وتأتي هذه الهجمات في ظل استمرار القتال العنيف بين الجانبين، وجهود دبلوماسية متواصلة للتوصل إلى حل سلمي. وتعتبر هجمات الطائرات المسيرة جزءًا من التصعيد المستمر في الصراع.
استهدفت الهجمات مناطق رئيسية مثل دونيتسك وخيرسون وأوديسا وسومي، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين. وأفادت التقارير بسقوط قتيل واحد في مدينة سلوفيانسك بإقليم دونيتسك، وإصابة خمسة آخرين في منطقة خيرسون. كما اندلع حريق كبير في منطقة أوديسا الجنوبية نتيجة غارة بطائرة مسيّرة، مما استدعى تدخل عشرات من رجال الإطفاء.
تصعيد القتال و استهداف البنية التحتية
أفادت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية بأن منشأة بنية تحتية في منطقة سومي تعرضت للقصف مرتين، دون وقوع إصابات. وتشير هذه الهجمات إلى استمرار روسيا في استهداف البنية التحتية الأوكرانية، بهدف إضعاف قدرة البلاد على المقاومة. وتأتي هذه الاستهدافات في وقت تسعى فيه أوكرانيا لتعزيز دفاعاتها وتلقي الدعم العسكري من حلفائها.
وفي المقابل، نفذت القوات الأوكرانية هجمات مضادة، حيث استهدفت طائرات مسيّرة مصفاة سيزران للنفط في منطقة سمارا الروسية، بالإضافة إلى مواقع عسكرية روسية أخرى في الأراضي الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية مؤقتًا. وتأتي هذه الهجمات في إطار استراتيجية أوكرانية تهدف إلى تعطيل العمليات اللوجستية الروسية وتقويض قدرتها على شن الهجمات.
اتفاق وقف إطلاق النار في محطة زابوريجيا
وسط التصعيد العسكري، تم التوصل إلى اتفاق استثنائي لوقف مؤقت لإطلاق النار في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تخضع للسيطرة الروسية. يهدف هذا الاتفاق إلى السماح بإجراء أعمال إصلاح في المحطة، وتقليل خطر وقوع حادث نووي محتمل. ويعتبر هذا الاتفاق خطوة إيجابية نحو تخفيف التوترات في المنطقة، ولكنه يبقى هشًا ويعتمد على التزام الطرفين بالاتفاق.
أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن ترحيبها بالاتفاق، ودعت إلى استمرار التعاون بين أوكرانيا وروسيا لضمان سلامة المحطة. وتعتبر محطة زابوريجيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وتشكل أي حادث فيها تهديدًا خطيرًا على المنطقة بأكملها.
المساعي الدبلوماسية و خطة السلام
تتواصل المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي للصراع، حيث قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة الولايات المتحدة، وتحديدًا ميامي، لبحث خطة السلام المقترحة. وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود أوكرانيا للحصول على دعم أمريكي إضافي، وتعزيز موقفها التفاوضي.
وتشمل خطة السلام المقترحة عدة عناصر، بما في ذلك انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، وضمانات أمنية لأوكرانيا، وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الطرفين حول هذه العناصر، مما يجعل التوصل إلى اتفاق نهائي أمرًا صعبًا.
هجمات الطائرات المسيرة الروسية المستمرة، بالإضافة إلى الهجمات الأوكرانية المضادة، تعكس تعقيد الوضع على الأرض. وتشير التقارير إلى أن كلا الجانبين يواصلان تعزيز قواتهما وتجهيزهما لمواجهة أي تطورات مستقبلية. كما أن استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا يلعب دورًا حاسمًا في قدرة البلاد على المقاومة.
وفي سياق متصل، تتزايد المخاوف بشأن الوضع الإنساني في المناطق المتضررة من القتال. وتواجه المدنيون صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية. وتدعو المنظمات الإنسانية الدولية إلى توفير المساعدة العاجلة للمتضررين، وضمان حماية المدنيين.
من المتوقع أن تستمر المعارك في أوكرانيا خلال الأسابيع القادمة، مع استمرار كلا الجانبين في محاولة تحقيق مكاسب عسكرية. كما أن المفاوضات الدبلوماسية قد تشهد تطورات جديدة، ولكن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق نهائي في المدى القصير. ويجب مراقبة الوضع عن كثب، وتقييم أي تغييرات في التوازنات الإقليمية أو الدولية. وتعتبر هجمات الطائرات المسيرة مؤشرًا على استمرار التصعيد، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى حل سلمي.













