تحولت فكرة الاستحمام إلى تجربة مختلفة تمامًا بعد ظهور ما يُعرف بـ”الغسالة البشرية“، وهي كبسولة ذكية مبتكرة تهدف إلى تقديم حمام كامل للجسم في غضون 15 دقيقة فقط دون الحاجة إلى الدش التقليدي. وقد أثارت هذه التقنية الجديدة جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض، بينما تستعد اليابان لإطلاق هذه الثورة في عالم النظافة الشخصية.
كشفت اليابان مؤخرًا عن كبسولة تحمل اسم “ميراي نينجاي سنتاكوكي” (غسالة البشر المستقبلية)، وهي عبارة عن غرفة مجهزة بمقعد وشاشة ومضخة للماء. وتعتمد هذه الكبسولة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والمستشعرات لقياس المؤشرات الحيوية للشخص قبل وأثناء عملية الغسيل، مما يجعلها تجربة فريدة من نوعها.
الغسالة البشرية: بين الابتكار والجدل
انقسمت آراء المتفاعلين على منصات التواصل الاجتماعي حول هذا الاختراع. البعض اعتبره نقلة نوعية في مجال النظافة الشخصية، خاصةً لكبار السن والمرضى الذين يجدون صعوبة في الاستحمام بالطرق التقليدية. بينما عبر آخرون عن مخاوفهم من فكرة الدخول في “كبسولة مغلقة تغسل البشر”، معتبرين أنها قد تثير القلق والرهاب لدى البعض.
وتحتوي الكبسولة على مستشعرات متطورة تقيس نبض القلب ودرجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى تقييم الحالة الصحية العامة للشخص. ثم تبدأ عملية ضخ الماء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتنظيف الجسم بشكل كامل خلال 15 دقيقة فقط. وتعد هذه التقنية بموفرة للمياه والوقت، خاصة في ظل التحديات البيئية المتزايدة.
تاريخ الاختراع وتكلفته الباهظة
على الرغم من أن الفكرة تبدو حديثة، إلا أن شركة سانيو اليابانية كانت قد اخترعت جهازًا مشابهًا منذ 55 عامًا، إلا أنها لم تنجح في تسويقه على نطاق واسع. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها التكلفة العالية وعدم تقبل الجمهور للفكرة في ذلك الوقت.
وفي الوقت الحالي، تخطط الشركة المنتجة لإنتاج 50 وحدة فقط من الغسالة البشرية، والتي من المتوقع أن تصل تكلفتها إلى 385 ألف دولار أمريكي. ويرجح أن تقتصر عملية الشراء على المنشآت السياحية والاستشفائية، نظرًا لارتفاع أسعارها. وتعتبر هذه التكلفة الباهظة عائقًا رئيسيًا أمام انتشار هذه التقنية على نطاق واسع.
ردود فعل المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي
رصد برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ 2025/12/2 بعضًا من تعليقات المغردين حول هذا الاختراع. وقد عبر البعض عن إعجابهم بالفكرة، معتبرين أنها تمثل تطورًا تكنولوجيًا مفيدًا. بينما أعرب آخرون عن قلقهم وخوفهم من التجربة.
وفي تعليق طريف، عبّرت الناشطة هناء عن قلقها من احتمال انغلاق الكبسولة عليها، قائلة: “عارفة حظي أول ترويشة تنقفل علي وأموت ويكتبوا اسمي في الوفيات أول ضحايا الغسالة الجديدة وأصير عبرة”.
في المقابل، رأت الناشطة نور أن الجهاز يمثل نقلة تقنية مفيدة للمحتاجين، وغرّدت: “اختراع ممتع للمريض وكبار السن أكيد ما يقدر عليه كان الأغنياء ومستشفى خاص بس العلم اتطور بسرعة رهيبة”.
أما الناشطة مريم، فقد ربطت الابتكار بمخاوفها الشخصية من الأماكن المغلقة، فعلّقت: “عندي فوبيا من مصعد أدخل غسالة!”. واعتبرت الناشطة ريتال أن الفكرة غير مقبولة تمامًا، مؤكدة رفضها التام لاستخدام الجهاز، وكتبت: “مستحيل أدخل في مكان مغلق لو يجيبوها بلاش ما أدخل أتحمم فيها”.
النظافة الشخصية تشهد تطورات مستمرة، والتقنيات الذكية تلعب دورًا متزايدًا في هذا المجال. الاستحمام قد يشهد تحولًا جذريًا في المستقبل.
من المتوقع أن تقوم الشركة المنتجة بتقييم ردود فعل المستخدمين والخبراء خلال الأشهر القليلة القادمة، قبل اتخاذ قرار بشأن إنتاج المزيد من الوحدات أو إجراء تعديلات على التصميم. وستعتمد عملية التسويق على استهداف فئة معينة من العملاء، مثل الفنادق الفاخرة والمستشفيات المتخصصة. يبقى أن نرى ما إذا كانت الغسالة البشرية ستنجح في تحقيق الانتشار الذي يطمح إليه مبتكروها، أم ستظل مجرد تجربة باهظة الثمن.













