وأشارت غورغييفا بقولها: «إن الإدارة الأمريكية الجديدة تضع التجارة والتعريفات الجمركية في صدارة أولوياتها، إلى جانب قضايا مثل الهجرة، وفي الوقت نفسه، نشهد ثورة تكنولوجية يقودها الذكاء الاصطناعي، الذي يمثل فرصة كبيرة لتبسيط العمليات وتحسين الكفاءة، لكنه أيضا سيؤثر بشكل كبير على سوق العمل خلال السنوات الخمس القادمة، وهذا بدوره سيخلق تحديات جديدة للأسواق الناشئة، التي تحتاج إلى التأقلم مع هذا الواقع الجديد».
وأضافت: «إذا نظرنا إلى السنوات الماضية، نجد أن الأسواق الناشئة تعرضت لصدمات اقتصادية متكررة. وأعتقد أن أمام هذه الاقتصادات اتجاهين للتعامل مع هذه التحديات: إما أن تكون مرنة وقادرة على التكيف، أو أن تواجه صعوبات متزايدة، وبالتالي، فإن الوصفة المثلى للنجاح تكمن في تعزيز القدرة على الصمود والاستجابة السريعة لمتغيرات السوق».
وأوضحت أن التضخم وأسعار الصرف والسياسات النقدية جميعها عوامل تؤثر على الأسواق الناشئة، لا سيما مع ارتفاع قوة الدولار، مما يزيد الضغوط على هذه الاقتصادات. وأضافت أن العديد من الدول تواجه تحديات كبيرة، مثل ارتفاع الديون، ومحدودية الموارد المالية، وزيادة الضغوط الاقتصادية، مما يدفع الحكومات غالبا إلى اللجوء إلى الحوافز المالية لدعم النمو الاقتصادي والتعامل مع الأزمات.
وأكدت في كلمتها: «أعتقد أن الحل الأمثل هو التركيز على الكفاءة، والبحث عن أساليب مبتكرة لتعزيز الإنتاجية، ونحن الآن في مرحلة تحول اقتصادي عالمي، إذ تلعب المنافسة دورا حاسما؛ لذا علينا الحفاظ على المكاسب التي حققناها، والعمل على تحقيق مزيد من التحولات الاقتصادية لضمان النمو والازدهار».
وأضافت غورغييفا أن خلق فرص العمل يجب أن يكون في صلب أولويات الاقتصادات الناشئة، مع ضمان استفادة الجميع من التقدم التكنولوجي، خصوصا في ظل التطورات السريعة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، فحين تتحقق إنتاجية عالية ونمو اقتصادي مستدام، سينعكس ذلك إيجابيا على مستويات المعيشة وجودة الحياة.
وأشارت في نهاية كلمتها: «علينا جميعا البحث عن أفكار جديدة لتعزيز الأسواق الناشئة وتحسين أدائها الاقتصادي، ونحن في صندوق النقد الدولي ندرك تماما مسؤوليتنا في هذا السياق، وسنواصل العمل مع شركائنا لضمان تحقيق مستقبل اقتصادي أكثر استقرارا وازدهارا للجميع».