الدوحة- أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ممثلا بلجنة الاجتهاد والفتوى فتوى شرعية بشأن “جريمة الإبادة الجماعية بالتجويع” التي يتعرض لها أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، مطالبا الدول الإسلامية وشعوب الأمة والمؤسسات الدينية والإنسانية بالتحرك الفوري لفك الحصار وفتح المعابر وإيصال الغذاء والدواء للمحاصرين.
وأكدت الفتوى أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من منع ممنهج للغذاء والدواء عن المدنيين في غزة -خاصة النساء والأطفال وكبار السن- يعد جريمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، ويشكّل “سابقة وحشية تخرج عن نطاق القيم الإنسانية والدينية والقوانين الدولية”، مطالبة الشعوب والأنظمة على حد سواء بالتحرك العاجل نصرة للمستضعفين.
واستندت اللجنة في فتواها إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ومقاصد شرعية وأصول فقهية توجب نصرة المظلومين ودفع العدوان وإنقاذ المحاصرين والمحتاجين، مشيرة إلى أن من يتقاعس عن ذلك “يشارك في وزر القتل والإبادة”، بحسب نص البيان.
الحمد لله بما يليق به من المحامد القائل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 71]،
والقائل: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} [الأنفال: 73]،… pic.twitter.com/Dy0TK8nScX
— الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (@iumsonline) July 22, 2025
فرض شرعي
وطالبت اللجنة الدول الإسلامية بتحرك سياسي ودبلوماسي وقانوني فوري، واعتبرت أن فتح المعابر وإيصال الغذاء والدواء بات “فرضا شرعيا لا يسقط بالتقاعس أو الصمت”.
كما دعت اللجنة الشعوب والمنظمات إلى الخروج في مظاهرات واعتصامات سلمية أمام سفارات الدول المؤثرة -من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا– للضغط من أجل فك الحصار.
وخصت الفتوى مصر بنداء مباشر، داعية إياها إلى “تحمّل مسؤوليتها التاريخية والدينية” وفتح معبر رفح أمام المساعدات والاحتياجات الإنسانية، مؤكدة أن ذلك من حقوق الجوار وواجبات الأخوة الإسلامية.
كما وجهت اللجنة نداء إلى شيخ الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي للقيام بواجباتها تجاه أهل غزة، معتبرة أن “السكوت في هذه النازلة خذلان لا يليق بمقام أهل العلم والديانة”.
وشملت الفتوى دعوة خاصة إلى القبائل العربية والإسلامية -ولا سيما في دول الجوار- للتحرك الشعبي والمدني والإغاثي بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك تشكيل قوافل برية وبحرية لكسر الحصار، مؤكدة أن “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”.
دعوة للمؤثرين
كما دعت اللجنة الخطباء والعلماء والمفكرين والإعلاميين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تبني حملة إعلامية مستمرة للضغط على المجتمع الدولي وتحريك الوعي العام تجاه الكارثة الجارية، مشددة على أن هذا “تكليف شرعي لا يسقط عن أحد”.
وفي ختام فتواها، ناشدت اللجنة المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم لرفع دعاوى دولية ضد الاحتلال الإسرائيلي على خلفية جرائمه في غزة، خصوصا جريمة “الإبادة الجماعية بالتجويع” التي تنفذ أمام أعين العالم، مطالبة بتوثيق الانتهاكات والضغط القانوني والحقوقي وفق ما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية.
وأكدت الفتوى أن واجب النصرة لا يقتصر على الحكومات بل يشمل كل قادر، وأن “الوقوف مع غزة اليوم ليس مجرد موقف إنساني أو تضامني، بل هو فرض شرعي وأمر إلهي ومسؤولية تاريخية”.