أعلن الحكومة الفرنسية عن منح الجنسية الفرنسية للممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني وزوجته المحامية أمل كلوني، بالإضافة إلى توأميهما إيلا وألكسندر. هذه الخطوة، التي تم الإعلان عنها رسميًا في الجريدة الرسمية الفرنسية، تأتي بعد سنوات من إقامة العائلة في فرنسا، وتحديدًا في مزرعة فخمة في جنوب البلاد. وتعتبر هذه الحادثة من أبرز أخبار المشاهير التي تصدرت عناوين الصحف مؤخرًا.
القرار يمثل تتويجًا لاهتمام كلوني وعائلته بالعيش في فرنسا، حيث يقدران الخصوصية والأمان اللذين توفرهما البلاد لأطفالهما. وتأتي هذه المنحة في ظل قوانين الجنسية الفرنسية التي تسمح بمنح الجنسية للأفراد الذين يقيمون بشكل مستمر في فرنسا ويظهرون التزامًا بقيمها. يذكر أن أمل كلوني حصلت على الجنسية باسمها السابق، أمل علم الدين.
منح الجنسية لجورج كلوني وعائلته: دوافع القرار والإجراءات
تأتي هذه الخطوة بعد أن أعرب كلوني علنًا عن رغبته في أن يتمتع أطفاله بحياة طبيعية بعيدًا عن أعين المصورين والجمهور. ووفقًا لتصريحات سابقة، فإن فرنسا توفر بيئة مثالية لذلك، حيث لا يتم التطفل على حياة الأطفال الخاصة. كما أن إقامة العائلة الدائمة واستثماراتها العقارية في فرنسا كانت عوامل مؤثرة في هذا القرار.
ظروف الإقامة في فرنسا
اشترى الزوجان في عام 2021 مزرعة في بلدة برينيول جنوب فرنسا تقدر قيمتها بنحو 10.59 مليون دولار أمريكي. وتشمل المزرعة حمام سباحة وملعب تنس، مما يوفر للعائلة مكانًا مثاليًا للاسترخاء والاستمتاع بالحياة. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الزوجان أيضًا منزلاً في الولايات المتحدة، لكنهما أكدا أن المزرعة الفرنسية هي المكان الذي يشعران فيه بالسعادة والراحة الأكبر.
يذكر أن جورج كلوني، البالغ من العمر 64 عامًا، وصف المزرعة بأنها مقر إقامته الرئيسي في مقابلة مع مجلة “إسكواير” في أكتوبر الماضي. ويعزى هذا إلى رغبته في توفير بيئة مستقرة وآمنة لأطفاله، إيلا وألكسندر، اللذين يبلغان من العمر 8 سنوات. كلوني وأمل، المحامية المتخصصة في حقوق الإنسان، عكسا التزامًا بفرنسا وثقافتها.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر مقربة من العائلة، أن الإجراءات اللازمة للحصول على الجنسية بدأت منذ عدة أشهر، وشملت تقديم الوثائق المطلوبة والخضوع للمقابلات اللازمة. وفقًا للقانون الفرنسي، يمكن منح الجنسية للأفراد الذين يثبتون إقامة قانونية لمدة لا تقل عن خمس سنوات، ومعرفة كافية باللغة والثقافة الفرنسية.
تحظى قضية الجنسية الفرنسية باهتمام واسع في وسائل الإعلام، ليس فقط بسبب شهرة جورج كلوني وأمل كلوني، ولكن أيضًا بسبب تداعياتها المحتملة على قوانين الهجرة والجنسية في فرنسا. يتساءل البعض عن معايير منح الجنسية، وما إذا كانت هذه المعايير تطبق على جميع المتقدمين بنفس الشكل.
وفي سياق متصل، تزايدت في السنوات الأخيرة أعداد الأمريكيين والأوروبيين الذين يختارون الاستقرار في فرنسا، وذلك للاستفادة من جودة الحياة العالية والأمان والخدمات العامة المتميزة. ويعتبر ذلك انعكاسًا للجاذبية التي تتمتع بها فرنسا كوجهة سياحية واستثمارية.
تعكس هذه القضية أيضًا الاهتمام المتزايد بخصوصية الأطفال وحمايتهم من وسائل الإعلام. وقد أشاد العديد من المراقبين بجهود كلوني وعائلته في الحفاظ على حياة أطفالهما بعيدًا عن الأضواء. هذا الجانب من القضية يثير نقاشًا أوسع حول حقوق الأطفال وضرورة احترام حياتهم الخاصة.
من المرجح أن تثير هذه الخطوة جدلاً حول خصوصية تطبيق قوانين الهجرة والجنسية، خاصةً في ظل تزايد الشعور بالقلق بشأن الهوية الوطنية في العديد من الدول الأوروبية. الهجرة إلى فرنسا موضوع حساس يتطلب دراسة متأنية.
الخطوة التالية المتوقعة هي إصدار وثائق الجنسية الرسمية لكل من أفراد العائلة. من غير الواضح ما إذا كانت هناك أي مهلة زمنية محددة لإصدار هذه الوثائق، ولكن من المتوقع أن يتم ذلك في غضون الأشهر القليلة القادمة. وستكون هذه الوثائق بمثابة تأكيد رسمي على انضمامهم إلى المجتمع الفرنسي.













