على خلفية فشله في التوصل إلى اتفاق بشأن خطة حزب الحرية بزعامة النائب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز للحد من الهجرة، انهار الائتلاف الحاكم في هولندا، وفق ما أعلنت وكالة «بلومبيرغ» اليوم (الثلاثاء). ويرجح أن يُقدم رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف استقالته إلى الملك في وقت لاحق من اليوم.
وأعلن فيلدرز عبر «إكس» أن حزبه الحرية (PVV) سينسحب من حكومة رئيس الوزراء ديك شوف بعد رفض باقي أحزاب الائتلاف الموافقة على خططه بشأن الهجرة واللجوء.
وقال السياسي اليميني المتطرف: «لا توقيع على خططنا المتعلقة باللجوء، لا تعديلات على الاتفاق الإطاري الرئيسي»، معلناً انسحاب حزب الحرية من الائتلاف.
وهدد فيلدرز أمس بأنه إذا لم يتغير شيء أو لم تُجرَ تغييرات كافية فسيغادر حزب الحرية.
وبعد انسحاب فيلدرز لم تعد حكومة شوف تتمتع بالأغلبية، ما قد يُؤدي إلى انتخابات جديدة ويعيد السياسة الهولندية إلى حالة من عدم اليقين.
أخبار ذات صلة
وقدم فيلدرز في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي خطة من 10 نقاط للحد من الهجرة، شملت إغلاق الحدود بدوريات عسكرية، ورفض جميع طالبي اللجوء عند نقاط الدخول، وتعليق لم شمل العائلات للاجئين المعترف بهم، وترحيل السوريين الحاصلين على تأشيرات مؤقتة. ودعا إلى سياسة ترحيل تلقائي للمهاجرين المدانين بجرائم عنف أو جرائم جنسية.
ويتكون الائتلاف الحاكم -وهو تحالف هشّ- من 4 أحزاب هي: حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية المحافظ (الذي كان يقوده سابقاً مارك روته)، حزب الحرية، حزب العقد الاجتماعي الجديد الوسطي (NSC)، وحركة المواطنين والمزارعين (BBB)، إلا أن التوترات بشأن الهجرة أدت في النهاية إلى انهيار التحالف.
وأعربت زعيمة حزب BBB كارولين فان دير بلاس عن غضبها الشديد، ووصفت تصرف فيلدرز بأنه «غير مسؤول». وقالت: «إنه يملك كل الأوراق الرابحة، ومع ذلك يسحب البساط من تحت أقدامه»، وفق ما نقل موقع Dutchnews.
فيما اعتبرت نيكولين فان فرونهوفن، التي حلت محل بيتر أومتزيجت في رئاسة مجلس الأمن القومي، أن القرار «غير مفهوم»، بينما أكدت ديلان يسيلجوز، زعيمة ثاني أكبر حزب في الائتلاف الحاكم، حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، عدم وجود أي اختلاف في الرأي بين الأحزاب. وقالت: «كانت لدينا أغلبية يمينية، وهو يتخلى عن كل شيء من أجل غروره. إنه يفعل ما يشاء».
بدوره، دعا زعيم حزب الحرية إلى تعليق حصص الاتحاد الأوروبي المتعلقة باللجوء مؤقتاً، وفرض حظر تام على انضمام الأطفال وأفراد أسرهم الآخرين إلى اللاجئين الموجودين بالفعل في هولندا. وقال إن حزبه الأكبر في البرلمان، الذي يملك 37 مقعداً من أصل 150، لن يدعم الائتلاف الرباعي ما لم يُحرز تقدماً كبيراً قبل الصيف.