في مخيمات النزوح المزدحمة في قطاع غزة، تُواجه النساء تحديات الحياة اليومية التي تتراوح بين غياب الخصوصية وظروف معيشية شديدة القسوة. تلك المخيمات التي أُقيمت على عجل لاستيعاب النازحين جراء الحرب المستمرة، باتت أماكنَ تفتقر للأمان والكرامة، حيث تعيش النساء في وضع إنساني بالغ الصعوبة.
آلاء حمامي، فلسطينية نازحة من مخيم الشاطئ، تروي معاناتها اليومية في المخيم فتقول: “لا يوجد وقت لنا كنساء لنخصصه لأنفسنا. حياتنا أصبحت تتمحور حول جمع الحطب لإشعال النار، وغسيل الملابس على الأرض، ومعركة تعليق الملابس لتجف. قبل ذلك كان لدينا سقف”.
وأضافت: “الآن أصبحت حياتنا كلها في ملابس الصلاة، حتى في السوق نرتديها. ننام بملابس الصلاة خوفا من أن يهاجمنا الجيش فجأة وعلينا الهروب والكرامة ضاعت”
وفي مقابلة أخرى مع وفاء نصار الله، تتحدث هذه الفلسطينية النازحة من مدينة غزة، عن معاناتها اليومية في تأمين احتياجاتها الصحية فتقول: “الدورة الشهرية جزء أساسي من حياتنا. عندما لا أتمكن من العثور على الفوط الصحية أو إذا وجدتها، تكون غالية. عندما أراها، أفكر ‘لا أستطيع تحمّل ثمنها”.
أما نهاد أبو قنيص، وهي نازحة من الزوايدة، فتصف الوضع المأساوي للنساء في المخيمات: “نحن مهانات، نقف تحت الشمس، معرضات لضربة الشمس مع الناس الذين يقفون في طوابير. ليس شخصًا أو اثنين، بل آلاف. كل هذا إهانة للنساء. فقدنا حقوقنا كنساء. لا أعرف كيف أصف ذلك. من الصعب جدًا أن أضع الكلمات لما وصلنا إليه في هذه الحرب. الحرب أهانتنا كثيرًا.”
أشارت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 690,000 امرأة وفتاة في غزة بحاجة ماسة إلى منتجات النظافة الصحية. ومع ذلك، فإن نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار جعلا من الصعب الحصول عليها.
من جهتها، حذرت منظمات حقوقية محلية مثل مركز شؤون المرأة في غزة من تدهور أوضاع النساء في المخيمات، مشيرة إلى ظهور أمراض جلدية ومشاكل صحية أخرى بسبب الظروف غير الصحية السائدة هناك. كما لفتت إلى ارتفاع حالات الزواج المبكر كوسيلة للهروب من حياة الخيام الخانقة.
في هذا السياق، تعيش النساء في غزة حالة مزرية، فهذه الحرب كشفت سِتْرهنّ وحرمتْهُنَّ من أدنى مستويات الخصوصية حيث يواجهن تحديات حياتية متفاقمة. وفي ختام حديثها، قالت حمامي: “لقد فقدنا كل شيء في هذه الحرب، حتى قدرتنا على أن نكون نساء.”
المصادر الإضافية • أب