قدّمت وزيرة الطاقة الأوكرانية، سفيتلانا غرينتشوك، استقالتها رسمياً في أعقاب تورط مسؤولين بارزين في شركة “إنرغوأتوم” للطاقة النووية الوطنية في قضية فساد كبرى. جاء ذلك بعد ساعات من مطالبة الرئيس فولوديمير زيلينسكي بتنحية الوزيرة ووزير العدل على خلفية اتهامات بالفساد.
أعلن الرئيس الأوكراني، في كلمة متلفزة، أن وزير العدل ووزيرة الطاقة سيتنحيان عن منصبيهما، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي استجابة لمطالب الشفافية والمحاسبة. وأضاف أن “أي شكل من أشكال الفساد في قطاع الطاقة وسط الحرب الدائرة أمر غير مقبول إطلاقاً”.
تفاصيل الفضيحة وتداعياتها
كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في أوكرانيا عن تورط خمسة أشخاص، من بينهم رجل أعمال يُعتقد أنه العقل المدبر للمخطط، ومستشار سابق لوزير الطاقة، ومدير تنفيذي في شركة “إنرغوأتوم”، في قضية اختلاسات ورشاوى تقدر قيمتها بـ 100 مليون دولار. واتهم ثمانية أشخاص بارتكاب جرائم تتعلق بالرشوة وإساءة استخدام المنصب.
أكدت رئيسة الوزراء، يوليا سفيريدينكو، أن وزير العدل، هيرمان هالوشينكو، قدّم استقالته رسمياً، وأن نائبة وزير العدل لشؤون التكامل الأوروبي، ليودميلا سوهاك، ستتولى مهامه مؤقتاً بصفة وزير بالوكالة. وأوضحت أن الاستقالات تأتي وفقاً للقانون.
الفساد في قطاع الطاقة
أشار الرئيس زيلينسكي إلى أن الفساد في قطاع الطاقة يمس بالثقة العامة ويتطلب إجراءات عاجلة. وأكد أن الحكومة ستتعامل “بأقصى درجات الحزم” مع كل من يثبت تورطه في مخططات الفساد. وفي هذا السياق، أشار إلى أنه سيوقع مرسوماً بفرض عقوبات على شخصين متورطين في القضية.
وفي ظل هذه التطورات، ينتظر أن تتخذ الحكومة الأوكرانية إجراءات إضافية لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في قطاع الطاقة. ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات في القضية، وقد تصل إلى مزيد من المسؤولين والمتورطين. وفي غضون ذلك، يبقى الوضع في أوكرانيا محاطاً بالشكوك، حيث يواجه المواطنون تحديات كبيرة نتيجة الحرب وانقطاعات الكهرباء.
التداعيات المستقبلية
من المتوقع أن تؤدي استقالة الوزيرة ووزير العدل إلى تغييرات في السياسات المتبعة في قطاع الطاقة وتعزيز الجهود لمكافحة الفساد. ومع استمرار التحقيقات، قد تظهر مزيد من التفاصيل حول المتورطين في القضية. وفي ظل هذه التطورات، يبقى من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التغييرات على استقرار قطاع الطاقة في أوكرانيا.













