أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي حالة من الذعر، حيث ظهر فيه تمثال الحرية وهو يسقط ويتصدع نتيجة عاصفة قوية. وقد أثار هذا المشهد صدمة كبيرة بين رواد الإنترنت، نظرًا للأهمية الرمزية التي يحظى بها التمثال في الثقافة العالمية.
لكن، وكشف التحقق من صحة الخبر، فإن التمثال الذي ظهر في الفيديو ليس التمثال الأصلي الشهير في مدينة نيويورك، بل نسخة طبق الأصل تقع في مدينة غوايبا جنوب البرازيل. وقد سقط التمثال بسبب الرياح العاتية التي تجتاح المنطقة منذ يوم الأحد، والتي وصلت سرعتها إلى 90 كيلومترًا في الساعة، مصحوبة بانقطاع للتيار الكهربائي.
التحقق من صحة مقطع فيديو سقوط تمثال الحرية
أكدت السلطات البرازيلية أن النسخة المتضررة من تمثال الحرية يبلغ ارتفاعها 24 مترًا، وتقع خارج أحد المتاجر الكبيرة في غوايبا. لحسن الحظ، لم تسفر الحادثة عن وقوع أي إصابات، حيث قام موظفو المتجر والمواطنون القريبون بإخلاء السيارات المحيطة بالتمثال قبل سقوطه.
وقد انتشر الفيديو بسرعة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تداول واسع النطاق لمعلومات غير دقيقة حول سقوطه. وقد ساهمت سرعة انتشار الأخبار الكاذبة في إثارة القلق والذعر بين الكثيرين.
أهمية تمثال الحرية وتاريخه
يُعد تمثال الحرية رمزًا عالميًا للحرية والديمقراطية، ويستقبل ملايين الزوار سنويًا. تم تصميم النسخة الأصلية من قبل النحات الفرنسي فريدريك أوغست بارتولدي، وتمت إهدائه إلى الولايات المتحدة من قبل فرنسا عام 1886، احتفالًا بالذكرى المئوية لاستقلالها. توجد نسخ عديدة من تمثال الحرية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك فرنسا واليابان وإسبانيا وأستراليا.
المكونات والمواصفات
يبلغ ارتفاع التمثال الأصلي 305 أقدام، وهو مغطى بصفائح نحاسية تحيط بهيكل فولاذي متين. يحمل التمثال شعلة في يده اليمنى ولوحًا يحمل تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي في يده اليسرى. كما يتميز بتاج مزين بأشعة تمثل القارات والبحار.
هل تعرض تمثال الحرية الأصلي لأضرار سابقة؟
لم يتعرض تمثال الحرية الأصلي لسقوط مماثل، إلا أنه تأثر بانفجار “بلاك توم” عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، والذي استهدف مصانع الذخيرة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، تعرض التمثال لأضرار طفيفة بسبب العوامل الجوية على مر السنين.
في عام 1986، خضع التمثال لعملية ترميم شاملة بمناسبة مرور 100 عام على تدشينه. شملت عملية الترميم استبدال الشعلة الأصلية بأخرى مطلية بالذهب، وتعزيز الهيكل الداخلي للتمثال لزيادة متانته.
تأثير العواصف والظروف الجوية على المعالم
تُظهر هذه الحادثة مدى تأثير الظروف الجوية القاسية على المعالم التاريخية والأثرية. تتطلب هذه المعالم صيانة دورية وعمليات ترميم للحفاظ عليها وحمايتها من التلف. تتزايد المخاوف بشأن تأثير تغير المناخ على هذه المعالم، حيث تشهد العديد من المناطق حول العالم زيادة في حدة الظواهر الجوية المتطرفة.
تُعد حماية المعالم التاريخية والأثرية مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمؤسسات المعنية والمجتمع المدني. يتطلب ذلك تخصيص الموارد اللازمة لعمليات الصيانة والترميم، وتطوير استراتيجيات للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ.
من المتوقع أن تقوم السلطات البرازيلية بتقييم الأضرار التي لحقت بالنسخة المتضررة من تمثال الحرية في غوايبا، وتحديد الخطوات اللازمة لإعادة بنائها أو ترميمها. في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني محدد لإتمام هذه العملية، ولكن من المرجح أن تستغرق بعض الوقت نظرًا لحجم الأضرار وتعقيدها. يجب متابعة التطورات المتعلقة بهذا الموضوع لمعرفة المزيد عن الخطط المستقبلية.













