نشرت في •آخر تحديث
قبل مغادرته منصبه في البيت الأبيض، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مقابلة حصرية مع “نيويورك تايمز” عن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وبخاصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
أكد بلينكن أن زيارة كانت مخططة إلى السعودية وإسرائيل في العاشر من أكتوبر الماضي، في محاولة لدفع عجلة التطبيع بين البلدين، بما في ذلك التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية.
غير أن هذه الزيارة أُلغيت بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الهجوم الذي غيّر بشكل جذري ملامح العلاقة بين الأطراف المعنية.
وفيما يخص قضية التطبيع، شدد بلينكن على أن أي تقدم نحو التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك السعودية، يرتبط بشكل وثيق بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. وأوضح أن الولايات المتحدة لا ترى إمكانية للتطبيع دون التوصل إلى تسوية تضمن حقوق الفلسطينيين.
المساعدات الإنسانية لغزة
أما عن ردود الأفعال على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، فقد رفض بلينكن تقرير الأمم المتحدة الذي وصف ممارسات إسرائيل بأنها قد تصل إلى “الإبادة الجماعية”.
وأوضح أن تركيز الولايات المتحدة منصب على محاربة “الإرهاب” ودعم إسرائيل في تدمير قدرات حماس العسكرية. وأوضح أن الهدف من الدعم الأمريكي هو منع تكرار الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر، مع ضمان أمن إسرائيل.
وعن المساعدات الإنسانية لغزة، قال بلينكن إن هذه القضية كانت من بين أولويات محادثاته مع الحكومة الإسرائيلية. وأوضح أنه قضى تسع ساعات في مقر القيادة العامة للجيش الإسرائيلي لضمان تدفق المساعدات إلى غزة، وبعد مفاوضات صعبة، تم الاتفاق على إدخال المساعدات عبر معبر رفح.
كما أن الضغط الأمريكي كان حاسمًا، بما في ذلك تهديده بإلغاء زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل إذا لم تسمح الحكومة الإسرائيلية بدخول المساعدات إلى غزة.
وفيما يخص تأثير الولايات المتحدة على سلوك رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال بلينكن إن الإدارة الأمريكية كانت تركز على كيفية التأثير على مسار الحرب، خاصة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن.
وأوضح إلى الضغوط الداخلية التي كانت تواجهها إسرائيل بسبب الهجمات من جانب حماس، مما جعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة.
وفي سياق الانتقادات الموجهة للسياسة الأمريكية، أشار بلينكن إلى استقالة مايك كاسي، نائب المستشار السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي انتقد ما اعتبره انحيازًا أمريكيًا مفرطًا لصالح إسرائيل.
وأكد بلينكن أنه يحترم جميع الموظفين الذين يعبرون عن آراء مختلفة، وأوضح أنه كان دائمًا يسعى للحصول على جميع الحقائق قبل اتخاذ أي قرار.
في ختام حديثه، أكد بلينكن أن الحل الأسرع والأكثر استدامة لإنهاء الصراع في غزة هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن إعادة الرهائن. وأوضح أن أي تقدم في هذا الاتجاه يتطلب التفاوض مع جميع الأطراف المعنية في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل وغزة.