قضى ستة فلسطينيين وأصيب خمسة آخرون، بينهم حالات خطيرة، جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة للنازحين قرب مستشفى الدرة شرق مدينة غزة أثناء حفل زفاف. يأتي هذا الحادث في سياق مستمر من التصعيد في قطاع غزة، والذي أدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة.
وقع القصف يوم الجمعة، الموافق 20 ديسمبر 2025، وأدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، غالبيتهم من الأطفال، وفقًا للدفاع المدني الفلسطيني. يثير الحادث تساؤلات حول حماية المدنيين في مناطق النزاع، ويأتي في وقت تشهد فيه المنطقة جهودًا دبلوماسية مكثفة لوقف إطلاق النار.
تداعيات القصف على الوضع في غزة
أدانت فصائل فلسطينية مختلفة القصف، واعتبرته “جريمة حرب” و”انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني”. وأكد الدفاع المدني أن استهداف المدارس ومراكز الإيواء التي تضم نازحين مدنيين يعدّ تطورًا خطيرًا.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه فتح تحقيقًا في الحادث، معربًا عن “أسفه” لإصابة المدنيين. تأتي هذه التصريحات وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين خلال عملياتها العسكرية.
الأزمة الإنسانية المتفاقمة
يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف فلسطيني في ظروف معيشية صعبة بسبب القصف المستمر والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع. وتشير التقارير إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمياه.
تستهدف الهجمات العسكرية بشكل متزايد البنية التحتية المدنية، مما يزيد من صعوبة تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين. وتواجه المنظمات الإغاثية تحديات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
الجهود الدبلوماسية ومستقبل غزة
وسط هذه التطورات الميدانية، تتواصل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. تشارك في هذه الجهود العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر وقطر.
أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن رأي مفاده أن تحقيق السلام الدائم في قطاع غزة يعتمد بشكل أساسي على نزع سلاح حركة حماس. وأضاف أن أي قدرة مستقبلية للحركة على تهديد إسرائيل أو مهاجمتها ستعيق تحقيق السلام.
الجزيرة ذكرت أن روبيو أكد في تصريحاته أن إعادة بناء غزة تتطلب وقتًا طويلاً وجهودًا مكثفة، وأن تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي قد يستغرق سنواتًا.
مراحل إعادة الإعمار والتحديات السياسية
شدد روبيو على أهمية إكمال المرحلة الأولى من المساعدات الإنسانية قبل الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار الشاملة. وأضاف أن واشنطن تسعى إلى تسهيل تشكيل حكومة تكنوقراط في غزة لضمان وصول المساعدات وتوزيعها بشكل عادل وشفاف.
ومع ذلك، أقر روبيو بصعوبة تنفيذ هذا الهدف بسبب التحديات السياسية المعقدة. وتشمل هذه التحديات الانقسامات الداخلية الفلسطينية والمعارضة الإسرائيلية لتقوية سلطة حماس في غزة. وتعتبر عملية السلام في المنطقة (الشرق الأوسط) من القضايا المعقدة.
وحول التصعيد الأخير، صرح المتحدث باسم الخارجية المصرية نبيل وائل بأن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية للحد من التصعيد وحماية المدنيين. ودعت مصر المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لإنهاء العنف وتوفير المساعدات الإنسانية لغزة.
يتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية خلال الأيام القليلة القادمة، مع التركيز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، تظل آفاق السلام غير واضحة، نظرًا لتعقيد الأوضاع السياسية والميدانية. وستعتمد الخطوة التالية على نتائج المفاوضات الجارية وردود الأفعال الإقليمية والدولية.













