بقلم: يورونيوز
نشرت في
في موقف لافت يشير إلى تحوّل واضح في السياسة البريطانية، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي، الأحد من العاصمة المغربية الرباط، أن المملكة المتحدة تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب عام 2007 “الأساس الأكثر مصداقية واستدامة وبراغماتية” من أجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية.
جاء تصريح لامي عقب لقائه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، حيث شدد على أن بلاده ترى في هذا المقترح المغربي أرضية صلبة لحل دائم للنزاع، داعيًا في الوقت نفسه جميع الأطراف المعنية إلى “الانخراط بشكل عاجل وبنّاء في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة”.
ويمثل هذا الإعلان تحوّلًا نوعيًا في موقف لندن، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، والتي اكتفت حتى الآن بدعم الجهود الأممية من أجل التوصّل إلى “حل سياسي يضمن للشعب الصحراوي حق تقرير المصير”.
من جهته، اعتبر الوزير المغربي ناصر بوريطة أن الموقف البريطاني الجديد “يساهم بشكل كبير في الدفع بالدينامية الحالية وتعزيز المسار الأممي نحو حل نهائي، متوافق عليه، على أساس مبادرة الحكم الذاتي”.
ويعد ملف الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في القارة الأفريقية. ويقترح المغرب منح الإقليم حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادته كحل وحيد للنزاع، في حين تطالب جبهة “بوليساريو”، المدعومة من الجزائر، باستقلال الإقليم بالكامل. وتُصنّف الأمم المتحدة الصحراء الغربية ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
ويُسيطر المغرب اليوم على الجزء الأكبر من الإقليم المتنازع عليه، والذي يشهد حالة من الجمود السياسي منذ عقود، رغم مبادرات متكررة لإعادة إطلاق المفاوضات.
وفي ختام شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2024، جدّد مجلس الأمن الدولي دعوته إلى المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا لاستئناف المفاوضات، بهدف التوصّل إلى “حل دائم ومقبول من الطرفين”، في إطار العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.