وقّعت قطر للطاقة وشركة يونيبر غلوبال كوموديتيز إس إي (يونيبر) اتفاقية طويلة الأمد لتوريد الهيليوم، بكميات تصل إلى 70 مليون قدم مكعب سنوياً، لمدة قد تصل إلى 15 عاماً. تبدأ عمليات التسليم بموجب الاتفاقية في سبتمبر/أيلول 2025، مما يعزز مكانة قطر كمورد رئيسي لهذا الغاز الحيوي. وتُعد هذه الخطوة مهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الهيليوم.
تأتي هذه الاتفاقية في وقت تشهد فيه العديد من الصناعات نمواً سريعاً يعتمد بشكل كبير على الهيليوم، مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا المتقدمة. وتُعد هذه الصفقة أول تعاون مباشر بين قطر للطاقة وشركة يونيبر الألمانية، المعروفة بخبرتها في توزيع الهيليوم عالمياً.
أهمية الهيليوم وتأثير الاتفاقية
يُستخدم الهيليوم في مجموعة واسعة من التطبيقات الحيوية، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يعتبر أساسياً في التشخيص الطبي، بالإضافة إلى صناعة أشباه الموصلات والألياف الضوئية. كما أنه ضروري في استكشاف الفضاء، والغوص العميق، واللحام المتخصص، وغيرها من المجالات التقنية المتقدمة. وتشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي على الهيليوم سيستمر في الارتفاع في السنوات القادمة.
صرح وزير الدولة لشؤون الطاقة والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، سعادة سعد بن شريدة الكعبي، بأن هذه الاتفاقية تعكس التزام قطر للطاقة بتوفير إمدادات موثوقة من الهيليوم للمشترين العالميين. وأضاف أن قطر للطاقة تتطلع إلى التعاون مع يونيبر لدعم نمو الصناعات التي تعتمد على هذا المورد الهام.
دور قطر في سوق الهيليوم العالمي
تعتبر قطر من بين أكبر منتجي الهيليوم في العالم، حيث تستثمر قطر للطاقة بشكل كبير في تطوير منشآت إنتاج الهيليوم في راس لفان. وتسعى الشركة إلى زيادة طاقتها الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد من الأسواق العالمية. وتشمل الاستثمارات تطوير تقنيات استخلاص الهيليوم وتحسين كفاءة العمليات.
تتميز قطر بوجود احتياطيات كبيرة من الهيليوم المرتبطة بحقول الغاز الطبيعي، مما يمنحها ميزة تنافسية في هذا السوق. وتستفيد قطر من بنيتها التحتية المتطورة في مجال الغاز الطبيعي لتصدير الهيليوم إلى مختلف أنحاء العالم.
تأثيرات تحول الطاقة على إنتاج الهيليوم
تلتزم قطر للطاقة بالتنمية المستدامة لموارد الطاقة، بما في ذلك الهيليوم، كجزء من رؤية قطر لتحول الطاقة. وتسعى الشركة إلى تقليل البصمة الكربونية لعمليات إنتاج الهيليوم من خلال استخدام تقنيات صديقة للبيئة. وتشمل هذه التقنيات استعادة الهيليوم من مصادر مختلفة وتقليل استهلاك الطاقة في عمليات الإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، تستكشف قطر للطاقة فرصاً جديدة لتطوير تطبيقات مبتكرة للهيليوم في مجالات مثل الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة. وتشير الدراسات إلى أن الهيليوم يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة.
تعتبر هذه الاتفاقية مع يونيبر خطوة إيجابية نحو تعزيز مكانة قطر كمورد موثوق به للهيليوم على المدى الطويل. وتساهم في دعم النمو الاقتصادي المستدام في قطر وتلبية احتياجات الصناعات العالمية المتزايدة.
من المتوقع أن تستمر قطر للطاقة في استكشاف فرص جديدة لتوسيع نطاق تعاونها مع الشركات العالمية في مجال الهيليوم. وتشمل الخطط المستقبلية زيادة الاستثمار في تطوير منشآت الإنتاج وتحسين كفاءة العمليات. كما ستواصل الشركة مراقبة التطورات في سوق الهيليوم العالمي وتكييف استراتيجياتها وفقاً لذلك. وتعتبر التحديات اللوجستية وتقلبات الأسعار من العوامل الرئيسية التي يجب مراقبتها في المستقبل.













